لو قدر للشاعر العربي عمران بن قحطان صاحب البيت الذي تحول إلي حكمة أسد علي وفي الحروب نعامة أن يعود الي الحياة ليوم واحد, أو حتي ساعة واحدة فقط يتابع خلالها نشرات الأخبار, وأحداث الثورة السورية, لما وجد شخصية ينطبق عليها بيت شعره, أكثر من طاغية الشام الذي ما فتيء يبطش بشعبه منذ أحد عشر شهرا, ويوجه أسلحته الروسية الصينية الايرانية الي صدورهم العارية, لا لشيء إلا أنهم طالبوا بالتحرر من استعماره واستعباده لهم. ومن سوء الطالع أن أول حرب خاضها الأسد الابن الذي جاء الي سدة الحكم بمحض الصدفة فورث البلاد عن والده هي حرب ضد شعبه الأعزل الذي صبر علي انتهاك الكرامة والعبودية لأربعة عقود الي أن حانت اللحظة المناسبة فخرج المارد من قمقمه, وقد أقسم علي ألا يعود الي سباته إلا بعد أن ينسف النظام المتهالك. النظام السوري لن يستسلم بسهولة, فهو يمارس علي شعبه حرب إبادة بامتياز في حمص, والرستن, وإدلب, ودرعا, وجبل الزاوية, ويسقط العشرات بشكل يومي, ويحرم الناس من الغذاء والدواء, ولايرحم شيخا ولا امرأة ولا طفلا, ويقدم لاسرائيل هدية العمر حين تقدم بعد ذلك علي أي عمل ضد العرب والفلسطينيين, فهي حتما سيكون جوابها بفخر: لم نفعل مثل ما فعله الأسد بحق شعبه هو وأبوه. ومع تقديرنا الكبير لما أسفر عنه مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس من اعتراف بالمجلس الوطني السوري ودعمه بالمعونات الانسانية, إلا أن الشعب السوري مل وكل من كثرة المؤتمرات والاجتماعات والقرارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع, ولاتجد طريقا الي التنفيذ. فالمطلوب الآن هو أكثر مما صدر عن مؤتمر أصدقاء سوريا. فالقضية ليست مساعدات انسانية فقط, فهذا لايكفي, ولايرقي الي مستوي تضحيات الشعب السوري الذي يريد اجراءات ملموسة. السوريون يريدون باختصار تدخلا عسكريا حاسما يوقف هذه المجازر, كما حدث في البوسنة وليبيا, او تمكينهم من السلاح للدفاع عن أنفسهم من خلال الجيش السوري الحر. فهل يحدث ذلك في المؤتمر الثاني أصدقاء سوريا المقبل في اسطنبول بعد ثلاثة أسابيع؟ المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد