اصطدم أتوبيس إحدى المدارس الفندقية بسيارة محملة بالبنزين على طريق البحيرة صباح أمس؛ فكانت المأساة تفحم 18 جثة لشباب فى عمر الزهور، واصابة 18 آخرين0 كارثة جديدة تضاف إلى نزيف الأرواح اليومى فى مصر بسبب حوادث الطرق0 ملف مهم تظل مناقشته ضرورة ملحة ومتكررة حتى ينتبه المسئولون و يتخذون اجراءات جادة وحازمة لحماية أرواح الوطن؛ بخلاف الحديث عن تعويضات الموتى وعلاج المصابين ، وحتى لا يعدو الأمر مجرد أرقام تضاف الى الاحصائيات الرسمية التى توضع فى الأدراج0 ليصبح الانسان مجرد رقم فى مجتمع نهش فى جسده الاهمال والفساد. تعددت أسباب الحوادث على الطرق ، والبعض يلقى المسئولية على وزارة النقل لغياب صيانة الطرق، وآخرون يتهمون السائقين بالإهمال وعدم الالتزام بقواعد المرور ومعدلات السرعة ، لكن الحقيقة الوحيدة هى أن السيارات تحولت إلى توابيت ونعوش طائرة على الطرق وقد كشف التقرير الرسمى الصادر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، عام 2013، عن ارتفاع ملحوظ فى حوادث الطرق، حيث بلغت 15 ألفا و578 حادثا نتج عنها 6716 قتيلاً و22411 مصابًا عام 2013 بعد أن كانت 15 ألفًا و516 حادثا تسببت فى 6424 قتيلاً و21608 مصابين عام 2012. وأوضح تقرير الجهاز المركزى أن 50% من قتلى حوادث الطرق من الشباب، مضيفًا أن العامل البشرى هو أكبر أسباب حوادث الطرق، يليه الحالة الفنية للسيارة. وتقدر خسائر الاقتصاد المصرى من وراء حوادث الطرق بنحو 17 مليار جنيه سنويًا، حسبما أشار الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. وقال الدكتور سعد الجيوشي، رئيس هيئة الطرق والكبارى إن حوادث الطرق سببها الرئيسى هو عدم التزام سائقى المركبات بضوابط القانون.و أنه تم ضبط 220 من 800 سائق يقودون مركبات وهم تحت تأثير المخدر فى آخر حملة مرورية. وقال رئيس الهيئة، إن اللجنة عاينت موقع الحادث فنيًا، وأشارت فى تقريرها إلى أن شكل الطريق مستقيم فى المسافة الواقع بها التصادم وأن هذا الطريق متوافر به العلامات الإرشادية والتحذيرية، بالاضافة إلى أنه مخطط بشكل جيد وذلك لزيادة الأمان المرورى كما أن الحادث كان وقت شروق الشمس وأن حالة سطح الطريق جافة ولا توجد عليه أمطار أو أتربة. وأضاف أن تقرير اللجنة الفنية قال إن الطريق الصحراوى الغربى لا يوجد به كثافات مرورية عالية ولكن السيارات اعتادت تجاوز السرعات المقررة على هذا الطريق مما يؤدى إلى وقوع عدد كبير من الحوادث. وأكد الجيوشى أن الهيئة شكلت لجانا منتشرة بمواقع الطرق التى تم ترشيحها، لتحديد هذه المطبات العشوائية واستبدالها بالمطبات الصوتية، والتى تعمل على تهدئة السيارة أو المركبة من سرعة 110 ك/س إلى 30 ك/س، ويبلغ ارتفاعها من 1سم إلى 2 سم فقط، وهى مكونة من 3 مجموعات من شرائح بعرض الطريق، كل مجموعة مكونة من 5 شرائح تعمل على تنبيه السائق، حفاظا على أرواح المواطنين وسلامتهم وضمان السيولة المرورية. النقل الثقيل من جانبه نفى ممدوح السيد رئيس الجمعية العامة للنقل البرى اتهامات البعض بأن النقل الثقيل مسئول عن الحوادث، لأنه لا يلتزم بالحمولات الزائدة وبالتالى تحدث تشققات ومطبات فى الطرق مما ينتج عنها الكثير من الحوادث. وقال السيد، أن الجمعية تلتزم بالحمولات المقررة، مشيرا الى سلبيات تقليل حمولات النقل، ومنها زيادة المحروقات لزيادة عدد النقلات بالإضافة إلى الازدحام وارتفاع عدد الحوادث. الطريق الدائرى من جانبه قال اللواء مجدى عز الدين مدير مرور الجيزة أن الإدارة العامة لمرور الجيزة لديها حرص كبير على تطوير الطرق بالمحافظة وعلى رأسها الطريق الدائرى والمحور للحد من نزيف الحوادث. وأكد أن هناك وجودا مكثف لرجال المرور بشكل متواصل على جميع الطرق لتحرير المخالفات والمساعدة فى تسهيل الحركة المرورية بشكل آمن ، وعمل لجان مرورية للحد من السرعة الجنونية التى تتسبب فى حوادث كثيرة. وأضاف تم إدخال 18 كاميرا على المحور، لديها إمكانية العمل كرادار للعربات المتجاوزة السرعة ولمراقبة الطريق، مشيرًا إلى أن الإدارة تقوم بحملات من الساعة السادسة صباحًا لضبط قائدى السيارات المسرعة. خارج المدينة من جانبه يقول الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بجامعة عين شمس، إن الحكومة عليها مصارحة الشعب ومواجهة حوادث الطرق، مشيرًا إلى أنها يجب أن تتصدر قائمة أولوياتها. مضيفًا أنه يجب عمل طرق نقل خاصة للنقل والشاحنات قبل إنشاء طرق جديدة، لأن 50% من حوادث الطرق سببها سيارات النقل. وأضاف »عقيل« أن هناك 6مليارات جنيه تكلفة إنشاء طرق جديدة للشاحنات وخسائر حوادث الطرق تفوق أضعاف هذا المبلغ، وأكد أنه من الضرورى نقل الشاحنات الثقيلة من الطرق الرئيسة إلى خارج المدينة ، وطالب بتأمين المقطورات وليس إلغاءها.