رغم صدور هذا الكتاب منذ أكثر من شهر فى باريس، فإن الفرنسيين مازالوا يقرأونه بنهم حتى اليوم.. وقد حقق أعلى المبيعات. إنه كتاب «شكرا لهذه اللحظة» Merci pour ce moment من تأليف فاليرى تريرفيلير.. أول سيدة أولى تدخل قصر الرئاسة الفرنسى «الإليزيه» بدون زواج.. والتى هجرها الرئيس الحالى فرانسوا أولاند.. ووقع فى غرام ممثلة شابة هى جولي جاييه. وتحت سياط الغضب والغيرة والإحساس بالمهانة.. جلست فاليرى وكتبت الكتاب! ويعرف الجميع أن الرئيس أولاند عاش مع فاليرى سنوات عديدة، وهى السيدة التى أنجبت من زوجها السابق تريرفيلير- الذى مازالت حتى اليوم تحمل اسمه- ثلاثة أطفال، بينما كان أولاند قد أنجب من صديقته السابقة سيلوجين رويال أربعة أطفال. يعنى هى كانت متزوجة وأم لثلاثة.. وهو كان يعرف امرأة قبلها، وأنجب منها أربعة.. ثم تلاقيا فتحابا.. ونجح هو فى الانتخابات فأصبح رئيسا.. ومن ثم دخلت معه قصر الإليزية كسيدة أولى.. ثم وقع الانفصال. فقط، وقبل أن نتوغل مع الكتاب، علينا التذكير بأن المؤلفة هى صحفية مرموقة جدا بمجلة «بارى ماتش» الشهيرة.. تخصصت فى متابعة أخبار الرئاسة، والحزب الاشتراكى ومن هنا أتت علاقتها بالسياسى أولاند، الذى أصبح رئيسا.. ومازال حتى الآن. تبدأ فاليرى كتابها بالحديث عن الخيانة.. تقول:س علمت بخيانة الرئيس من الصحافة، وانتشرت الصور فى أرجاء المعمورة. إن الرجل الذى أحببت انفصل عنى من خلال بيان لوكالة الأنباء الفرنسية فى 18 كلمة فقط.. وتحكى كيف انهارت عندما رأت صور خيانة الرئيس مع الممثلة الشابة منشورة فى مجلةس كلوزيرس. وبطريقة الفلاش باك، تعود بنا المؤلفة إلى الأشهر الخمسة التى سبقت الخيانة.. وكيف بدأ أولاند يفقد حماسه العاطفى نحوها.. وتروى تدخل مستشارى الرئيس فى حياتها الخاصة؛ حتى أنهم كانوا يرتادون حمّامها الخاص مرورا بغرفة نومها هى والرئيس..س ومن ثم بدأت أفقد الثقة فى نفسى!س وتشرح فاليرى كيف أن الرجل الذى أحبته كان حريصا دائما على تذكيرها بالعقدة الطبقية.. فتتحدث فى فصل كامل، يفيض بالشاعرية، عن قصة صعودها الاجتماعى من براثن الوسط المتواضع الذى جاءت منه. تقول إنها ولدت فى أسرة فقيرة، تعيش على حوالى 790 يورو شهريا.. وكانت أمها تعمل موظفة حسابات فى متجر متواضع.. وكان أبوها معوقا. وتصف فاليرى الرئيس أولاند بأنه عاشق لمبدأ المتعة، وللفنادق الفاخرة، وهو- وإن كان يكره الأثرياء الجدد - إلا أنه لا يحب الفقراء أيضا! وتوضح المؤلفة أنها حاولت ترميم العلاقة مع أولاند- بعد انكشاف علاقته مع الممثلة جيلى جاييه- وأن الرئيس كان حكى لها تفاصيل تلك العلاقة عندما سألته، إلا أنها تكتشف فى نهاية المطاف أنها امرأة تم الاستهزاء بها تحت عيون العالم!. وتؤكد فاليرى أن الرئيس بعد الانفصال مازال يفاجئها بكم هائل من الرسائل، ويدعوها إلى العشاء، ويتصل بها قائلا إنه يريد مقابلتها مهما كلفه ذلك من ثمن.. وتتحدث رسائله عن الحب الملتهب. ويهمس لها فى تلك الرسائل:س أنت حياتى كلها.. ولا أستطيع أن أفعل شيئا بدونك!س.. وقد أرسل لها 29 رسالة فى يوم واحد. وتتساءل: هل هذه مجرد رغبة فى الاستحواز لعلاج نرجسيته المتأزمة.. أم هى استرتيجية من أولاند ليمنعها من تأليف الكتاب؟ على أى حال، فإن الكتاب يسرد لنا إهانات وجراح امرأة ذات شخصية مركبة، وتعيش تناقضات «شريكة غير شرعية» لرئيس يحكم الإليزيه. تقول فاليرى: «إن الصحفيين كتبوا عن شخصية ليست شخصيتى.. كتبوا عن امرأة كانت تحمل اسمى ووجهى.. لكنها بعيدة كل البعد عن حقيقتى!»
الكتاب: شكرا لهذه اللحظة المؤلفة: فاليرى تريرفيلير الناشر: دار نشرس ليزارينس الصفحات: 320 صفحة.. فى عام 2014