على طريقة عدو الأمس صديق اليوم، كشفت وثائق أمريكية رفعت عنها السرية أن أجهزة المخابرات الأمريكية استخدمت مئات من النازيين كجواسيس لها بعد الحرب العالمية الثانية لمساعدتها فى هزيمة الاتحاد السوفيتى خلال فترة الحرب الباردة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ال «سي.آي.إيه» وغيرها من الهيئات الأمريكية جندت على الأقل ألفا من النازيين السابقين الذين شغل بعضهم مناصب رفيعة فى الحزب النازي، بل وارتكب بعضهم ما وصفته الصحيفة الأمريكية ب"جرائم حرب صغري". وأضافت "نيويورك تايمز" أن الحكومة الأمريكية سعت، حتى فترة التسعينيات من القرن العشرين، إلى محو أدلة علاقتها ببعض هؤلاء الجواسيس الذين لا يزال بعضهم يعيشون فى الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن «سي.آي.إيه» جندت الضابط النازى السابق ألكسندر ليليكس - المتورط فى مذبحة ضد اليهود فى ليتوانيا- للعمل جاسوسا لها فى شرق ألمانيا ثم انتقل بعد ذلك للاقامة فى بوسطن. وفى عام 1994 حاولت وكالة «سي.آي.إيه» الضغط على النيابة العامة الأمريكية لإسقاط تحقيق بشأن ارتكاب ليليكس - الجاسوس السابق - جرائم حرب. كما تم تجنيد الضابط النازى أوتو فون بولشوينج الذى عمل جاسوسا للولايات المتحدة فى أوروبا وأرسل للعيش هو وعائلته فى نيويورك عام 1954 مكافأة لخدماته المخلصة على حد وصف الوكالة.