اقترح على بعض الزملاء أن نقضي يوم الأجازة متمتعين بجو بلدنا المتميز و مستمتعين بمناظرها الخلابه و ذلك من خلال رحله نيليه قصيرة و قبلت العرض لعشقي لهذا النوع من الرحلات. النيل هو أصل الخير والنماء في مصر القديمة، قدسه الفراعنة وجعلوا له آلهة ارتبطت به كان أشهرها الإله «حابي»، وقال عنه المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت إنه أهدى مصر للمصريين، فكانت إحدى هباته، النهر الذي يأسرك عند النظر إليه، إنه نهر النيل الذي أطلق عليه في اللغة المصرية القديمة اسم "إيتورو عا". واشتق اسمه الحالي من اللفظ اليوناني "نيلوس" ، والذي يظل رغم ما تحويه مصر من آثار في مقدمة المزارات التي يحرص أي زائر لمصر على زيارته أيا كان نوع تلك الزيارة .. في مركب أو فلوكة في وقت الغروب في القاهرة، أو من خلال تناول عشاء أو غداء في احد مطاعمه العائمة، أو كانت الزيارة عبر تمضية عدة ليال في إحدى البواخر التي تجوب المسافة بين الأقصر وأسوان في الجنوب في رحلة تشاهد فيها آثار الفراعنة الخالدة. وأيا كان نوع الزيارة فإنها ومما لا شك فيه تبقى ذكرى لن تمحوها الأيام بل قد تجبرك على العودة مرة أخرى للمكوث في أحضان هذا النهر لقضاء أوقات أخرى. الرحلات النيلية تتيح الاستمتاع بمياه النهر، في النهار والليل وسط أجواء ساحرة تجمع بين صخب المدينة على الشاطئ وروعة المشهد من داخل البواخر النيلية التي تتحرك في هدوء يسمح لك بالاستمتاع باللحظات التي تشعرك بمغادرة حاجز زمن الصخب والعودة إلى عالم السكينة. شاهدت مصر كما لم أشاهدها من قبل من قلب النيل، روعة المنظر و المباني الآثريه التى على ضفافه و المباني الحديثه الشامخة الفاخرة تجعلك تشعر بالفخر و تشعر انك في بلد اوروبي و كانت آشعة الشمس كسلاسل الذهب الرفيعة تنعكس على صفحة المياه و كأنها فضه ذائبه في مشهد سبحان الخالق، و هتفت في داخلي (قد أيه انت حلوة يا بلدي و جميله) وبدء الغروب وكان المنظر لا يقل جمال و لا روعه عن سابقه مع انعكاسات الاضاءة على صفحة النهر و كأنها مرآه..يا ربي ما كل هذا الجمال ، انها بلدنا التي نشتكي منها و نتذمر احيانا من زحامها و من سلوك بعض البشر و أكتشفت أننا نحتاج لكثير من التعديل في السلوك مع بعضنا البعض لنشعر بهذا الجمال من الخارج كما شعرنا به و تمتعنا به من داخل نهر النيل. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد