لماذا يتناسى هؤلاء المتاجرون بالدين حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم:" عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ للَّهِ “، وتمتد أياديهم الغادرة إلى المرابطين فى سبيل الله على ثغور سيناء والذين وصفهم رسولنا الكريم بأنهم خير أجناد الأرض، وفى رباط إلى يوم الدين”. فى مصر التى خصها الله تبارك وتعالى بالذكر فى القرآن الكريم 5 مرات كلها مصحوبة بصفات طيبة وكريمة ، تجلت فى قول الله تبارك وتعالى : “ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } يوسف99. أى دين يدين به هؤلاء الإرهابيون الذين يقتلون رجالا وعد الله سبحانه وتعالى بدخولهم الجنة لأنهم باتوا يدافعون ويحرسون الوطن ويسهرون على أمن وراحة الجميع؟ علماء الأزهر يؤكدون براءة الإسلام والأديان السماوية من تلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة، وطالبوا جميع أجهزة الدولة بالتصدى لهذه الهجمات الإرهابية وتعقب الجناة فى كل مكان للقضاء على بؤر الإرهاب مؤكدين أن البطء فى إصدار الأحكام القضائية أدى إلى تزايد هذه العمليات الإرهابية. وأكد العلماء أن ما يحدث من اعتداءات وقتل لحماة الوطن وحرق للمنشآت العامة والخاصة جريمة بشعة تتبرأ منها وترفضها كل الأديان، ولا يقرها أى دين سماوي. ووصفوا هؤلاء المعتدين بخوارج العصر الذين يجب أن يطبق عليهم حد الحرابة والقصاص منهم. وحذر العلماء من وجود مؤامرة ومخطط خارجى يعاونه أعداء الوطن من الداخل لإحداث فوضى فى المجتمع المصرى يستهدف إسقاط الدولة وإسقاط الجيش المصرى كما حدث فى العراق وليبيا ويجرى الآن على أرض سوريا. شرف الجندية وحول مكانة الجندية فى الإسلام يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الانخراط فى سلك الجندية من الجهاد والرباط فى سبيل الله, وحسب المجند أنه قدم نفسه فى سبيل الله, فهو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا, ورضى بما أعده الله تعالى للمؤمنين المجاهدين, قال تعالى فى شأنهم: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ», وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها», وقال صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها», وإذا كان هذا فى شأن الجندية عامة فحسبنا بجنود أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه باتخاذهم والإكثار منهم فى جند المسلمين, بحسبانهم خير أجناد الأرض, إن هذا يدل على عظم فضلهم, وحسن اتخاذهم, وشرف مقصدهم, وحسن بلائهم, وشدة وطأتهم على أعداء الله وأعداء الإنسانية. وأضاف: أن الاعتداء على كل ذى روح عصمها الله تعالى كبيرة من الكبائر, وقد اعتبر الله تعالى تعمد قتل الآدمى موجبا للخلود فى النار, قال تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”, واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم موبقا صاحبه فى نار جهنم, فقال: “اجتنبوا السبع الموبقات، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق”, فإذا كانت هذه النفس المقصودة بالقتل هى التى تدفع الأذى عن الناس, وتذود عن الإسلام وأهله, وتبذل النفس والنفيس فى سبيل تحقيق الأمن فى الداخل والخارج, فإن قصدها بالقتل يكون أشد إثما عند الله تعالى, وإذا كان قاصدها بالقتل مستحلا له, فإنه يخرج من الملة بمقتضاه, لأنه ينكر النصوص القطعية الثبوت والدلالة, المحرمة لقتل النفس بغير حق, ومنكرها كافر كفرا مخرجا له عن ملة الإسلام, نعوذ بالله من الضلال والضالين. سرعة القصاص وطالب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، بسرعة المحاكمات والقصاص من القتلة، وتغيير القوانين وتشديد العقوبات حتى يرى المجتمع المصرى ما يشفى صدوره من قتلة أولاده، ودون أن يحدث ذلك نكون كمن يحرث فى الماء. كما طالب الأزهر والأوقاف بمحاربة هذه الأعمال الإجرامية وعقد الندوات لتوعية المواطنين بخطورة هذا الأمر وبيان حرمته، والتركيز على مواجهة الفكر التكفيرى فى خطب الجمعة ووسائل الإعلام، ومنع أى مسئول أو إعلامى أو رجل دين من الكلام إذا حث الناس على قتل المواطنين. كما طالب بتطبيق حد الحرابة على هؤلاء حتى يكون ذلك رادعا لهم ولغيرهم وذلك لقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ). وناشد جميع المؤسسات الحكومية بأن تقف مع الأزهر ومع فئات الشعب لدرء هذا الفساد والتعاون على حماية البلاد والعباد من إراقة الدماء والإفساد فى الأرض. وفى السياق ذاته أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إن الله كرم الجيوش والجنود، ومدحهم فى كتابه الكريم كونهم يؤدون واحدة من أعظم المهام ألا وهى حماية الأوطان، وبالتالى حماية أرواح الناس وبنية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها، فقد قال الله تعالى عمن يتولون تلك المهمة الجليلة: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» الأحزاب. ولقد احتوت الآية الكريمة على أربع صفات، وهى صفة الإيمان، والرجولة والصدق، والوفاء، وهذه الصفات هى العناصر الرئيسية التى تتشكل منها العقائد العسكرية، وتنتصر بها الجيوش وتعظم بأصحابها حرمة الأديان، وتبنى المجتمعات. وأضاف: إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بإعداد العدة لنكون مستعدين لحماية الأوطان ولقاء العدو فقال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)،.لذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بإعداد جيش المسلمين وتسوية صفوفهم والإشراف عليهم وتوجيههم فى الغزوات، وكذا اهتم خلفاؤه من بعده، فقد عنى عمر بن الخطاب بأمر الجند، وأنشأ لهم ديوانا خاصا للإشراف على شئونهم ومختلف أمورهم، من بيان أسمائهم، وأوصافهم، وأعمالهم، وأرزاقهم. ووصف نجم الفتاوى التى تحرض على الاعتداء وقتل قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة بأنها فتاوى منكرة ولا يجب أن تصدر عمن يطلقون على أنفسهم علماء دين.