بدأ العام الهجرى الجديد 1436، كل عام ومصر والعالم الإسلامى بخير وسلام، ورغم المظاهر الإيجابية لاحتفالنا بالهجرة، بقراءة القرآن والخطب والابتهالات الدينية، إلا أننا مازلنا نفتقد النظرة الصحيحة للاحتفال بالهجرة، حيث يجب أن نعى دروس الهجرة، كرحلة من الخطأ إلى الصواب، ومن الذنوب إلى المغفرة، ومن المعصية إلى التوبة، بهدف التصالح مع الله بالابتعاد عن مايغضبه والاقتراب مما يرضيه. وفهم الهجرة يتطلب من كل مخالف لضميره أن يعود إلى رشده، وأى مسئول يتهاون فى دوره، أن يعاهد الله قبل أن يعاهد رؤساءه على أداء واجبه، ومن استولى على حقوق الأخرين، أن يعيدها إلى أصحابها، فالهجرة تعنى ترك ما نهى الله عنه، والالتزام بمايجلب محبته. علينا أن نتذكر مع العام الهجرى الجديد مافعلناه من خطايا فى العام الماضى لنتخلص منها، وما فعلناه من أعمال صالحة لنكثر منها، فالهجرة فى معناه تعنى التضحية بما نملكه من مال وممتلكات، من أجل العقيدة والإيمان، وهذا ما فعله الرسول والصحابة، عندما تخلوا عن حياتهم الآمنة بمكة وهاجروا إلى المدينة، وهذا المبدأ يتطلب منا عدم التكالب على الدنيا بمغانمها وبريقها على حساب المبادئ الإيمانية الصادقة. لنصحح مسار احتفالنا بالعام الهجرى الجديد، فنغتسل أمام أنفسنا، ونتطهر، لنبدأ معا عاما جديدا، لعل الله يعطينا خير الجزاء والثواب ويمنحنا عطفه ورحمته فى الدنيا والأخرة، ويمدنا بالقدرة على محو الإرهاب، وسحقه والقضاء عليه، إلى غير رجعة، خاصة بعد المأساة البشعة التى وقعت قبل ساعات من العام الجديد، حيث احتفل الإرهابيون على طريقتهم الخسيسة، بتنفيذ جريمتهم بتفجير سيناء، الذى راح ضحيته أكثر من 30 شهيد، وأصيب عشرات المصريين، جنوب الشيخ زويد. والأعجب أن هؤلاء المجرمين يدعون الانتماء للإسلام، ثم يقتلون المسلمين فى شهر ذى الحجة وهو من الأشهر الحرم. لذا لابديل عن أخذهم بقوة ودون رحمة، بحق دماء الشهداء والضحايا الأبرياء. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى
