كثير منا تصيبه الحيرة عندما يريد أن يكتب كلمة ما تنتهى بالألف اللينة، فهل يكتبها بالألف أو بالياء, فأحيانا تسعفه الذاكرة بشكلها الذي كان قد قرأها عليه، فيكتبها كما قرأها, وأحيانا تكون الكلمة غير شائعة أو قليلة الاستخدام، فيضرب أخماسا في أسداس حتى يكتبها كما اتفق وقد تصيب أو تخيب، فهل من سبيل إلى الوصول إلى الطريقة الصحيحة، وهل من قانون مطرد يقنن ذلك بحيث نتجنب الحيرة ونتفادى الوقوع في هذا ا لخطأ الإملائي المتكرر؟. فما الذى يجعلنا نكتب (هدى ونهى وسلوى وليلى ومصطفى وعلى وإلى ومتى) بالياء، في حين أننا نكتب (رضا وعلا وطنطا ورشا وشذا وموسيقا وروسيا) بالألف؟. وكتابة هذه الكلمات وغيرها بشكل خاطئ بالياء في موضع الألف، أو العكس، يعد خطأ لغويا فادحا، لا بد أن هناك قانونا ما ينظم ويحدد طريقة كتابة الألف اللينة، أو قواعد لذلك، فإذا عرفنا هذه القواعد وتدربنا عليها يصير الأمر سهلا للغاية، فالحروف والأدوات والأسماء المبنية الأصل فيها أن تكتب بالألف، مثل (ما وإذا وإلا ولولا وهذا وخلا وعدا وأنا . ..إلخ)، ويستثنى من هذا الأمر كلمات بعينها تكتب بالياء، هي (بلى وعلى وحتى وإلى ومتى ولدى) فتكتب بالياء. أما الأسماء فكما نعلم تنقسم إلى كلمات عربية الأصل، وكلمات أجنبية تسمى "أعجمية"،ولنبدأ بالأجنبية لأنها أسهل، فنقول إن كل اسم أجنبي انتهى بألف لينة تكتب ألفا، مثل (أمريكا ،روسيا، سوريا، موسيقا.... إلخ)، ما عدا (موسى وعيسى وكسرى وبخارى) فقط تكتب بالياء. أما إذا كان الاسم عربى الأصل، فننظر في عدد حروفه، فإذا كان أكثر من ثلاثة أحرف، فإنه يكتب بالياء، مثل(ليلى ولبنى وسلمى ومستشفى وملهى ومرتضى.... إلخ)، وكذلك الأفعال التي تزيد على ثلاثة حروف تكتب بالياء، مثل (ابتلى، اصطفى، يرضى، استسقى)، ويستثنى من هذا وذاك ما كان حرفه قبل الأخير ياء، مثل (دنيا وعليا) فيكتب بالألف، والفعل المضارع (يحيا) كذلك، لكن إذا كان اسما لشخص يكتب (يحيى) بالياء للتمييز بينهما. فماذا إذا كان الاسم أو الفعل من ثلاثة أحرف فقط ؟، هنا المشكلة العويصة، إذ يتطلب منا الدراية بأصل الألف، هل ينتمي للياء فيكتب ياء، أو ينتمى في الأصل للواو فيكتب ألفا؟. ولمعرفة أصل الألف يمكن جمع الكلمة أو تثنيتها إذا كانت اسما مفردا، وإفرادها إذا كانت جمعا، وردها للمضارع أو المصدر إذا كانت فعلا ماضيا، مثل "علا" من العلو، لذا تكتب بالألف، ومثلها "سما"، و"رضا" من الرضوان، و"ذرا" مفردها ذروة، و"خطا" مفردها خطوة، و"ربا" مفردها ربوة، و"دعا" من دعوة، و"رشا" من رشوة، فتكتب مثل هذه الكلمات بالألف. في حين أن كلمات مثل "هدى" من الهداية، و"نهى" من النُّهية، و"سعى" من السعي، و"مشى" من المشى، و"روى" من الرى، و"كوى" من الكي، و"جرى" من الجري، لذا كل هذه الكلمات وما أشبهها تكتب بالياء.