إنه «هرم»، إنه «هرم» هكذا صرخ أحد الفنيين مندهشا أمام ما يشاهده على شاشات مركز المراقبة التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. كان ذلك ما حدث عندما التقطت عدسات الكاميرا «أوزيريس»المثبتة على متن مركبة الفضاء «رشيد» صور السطح المذنب «67بى تشوريوموف جيراسيمينكو» الذى يدور فى مداره على مسافة 478مليون كيلومتر من كوكب الأرض!. وكانت الصور الملتقطة لسطح المذنب من ارتفاع28.5 كيلومتر قد أظهرت صخرة ضخمة تشبه فى هيئتها أحد أهرامات الجيزة فى مصر. وقد وصف الخبراء الصخرة بأنها شديدة الخشونة وغير منتظمة وتم تقدير ارتفاعها ب 25متر فوق سطح المذنب. وقد أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية إسم «خوفو» على الصخرة الهرمية وذلك تيمنا بهرم خوفو فى الجيزة بمصر. وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد أطلقت مركبتها الفضائية «روزيتا» (حجر رشيد)، التى تزن 3 أطنان، على متن الصاروخ آريان 5 فى مارس عام 2004 من قاعدة الفضاء الأوروبية فى بلدة كوروا بإقليم جويانا الفرنسى فى أمريكا الجنوبية. وخلال رحلتها التى استمرت أكثر من عقد كامل من الزمان دارت المركبة حول الشمس خمس مرات وقامت بعدة رحلات مرورا بالأرض والمريخ من اجل وضعها على المسار الصحيح لتتجه نحو المذنب المعروف باسم «67بى تشوريوموف جيراسيمينكو» وهو اسم عالمى الفلك السوفيتيين اللذين إكتشفاه فى عام 1969 الذى يدور فى مداره على مسافة 478مليون كيلومتر من كوكب الأرض. وبعد استقرار المركبة "رشيد" المجهزة بالعديد من أجهزة القياس والتصوير المتطورة على مقربة من المذنب، شرعت فى تصويره ورسم خريطة لسطحه وتحليل الغاز وذرات الغبار الخاصة به إستعدادا للقيام بأول إنزال فى التاريخ على سطح مذنب. ومن المنتظر أن تقوم المركبة «رشيد» بإنزال المجس «فيلة» نسبة إلى «فيلة» فى مصر على سطح المذنب فى شهر نوفمبر القادم ليقوم بعمليات إستكشاف مباشر وحفر لعمق بضعة سنتيمترات فى تربة المذنب لجمع عينات وتحليلها فى محاولة للإجابة على العديد من الأسئلة مثل أصل المياه والحياة فى كوكب الأرض.