في الوقت الذي تواصل فيه سقوط القتلي والجرحي في مدن حمص وإدلب وحماه بسوريا تحت قصف قوات الرئيس السوري بشار الأسد, تعهد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس أمس بتقديم مساعدات إنسانية خلال يومين للمدن المحاصرة والواقعة تحت القصف إذا أوقفت سوريا هجومها علي المناطق المدنية وسمحت بالدخول. وطالبت الدول الدول الغربية والعربية المشاركة في المؤتمر- في مسودة البيان الختامي- بوقف إطلاق النار بشكل فوري في سوريا وإيصال المساعدات الانسانية إلي المناطق التي دمرتها عمليات القصف المستمرة منذ أسابيع من قبل النظام السوري, ودعت السلطات السورية للسماح فورا بدخول مساعدات لمدن حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخري تحت الحصار, متعهدة بتقديم مساعدات إنسانية خلال48 ساعة إذا أوقفت سوريا هجومها علي المناطق المدنية وسمحت بالدخول, كما ألزمت مسودة البيان الدول المشاركة بالمؤتمر بتطبيق عقوبات تهدف الي الضغط علي السلطات السورية لوقف العنف, وتشمل حظرا علي السفر وتجميد أصول ووقف شراء النفط السوري ووقف الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات المالية المتصلة بسوريا وخفض العلاقات الدبلوماسية ومنع شحنات الأسلحة المتجهة إلي الحكومة السورية. ومن جانبه, دعا المجلس الوطني السوري مجموعة أصدقاء الشعب السوري إلي تسليح الجيش السوري الحر الذي يضم الالاف من المنشقين عن القوات الحكومية وكذلك تسليح كل أشكال المقاومة الشعبية الاخري للرئيس بشار الأسد. وقال المجلس في بيان يضم مطالب من سبع نقاط قدمه للمجموعة الدولية التي تجتمع إنه إذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين فإن مجموعة أصدقاء سوريا يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الاسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها. وعلي صعيد متصل, قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن المعارضة السورية ستقوم بتسليح نفسها في نهاية المطاف وإنها علي يقين من أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبقي في السلطة. وقالت كلينتون مخاطبة روسيا والصين ان وحشية الحكومة السورية ضد شعبها لن تستمر في عصر الانترنت, وأضافت للصحفيين في لندن أمس الأول الاستراتيجية التي يتبعها السوريون وحلفاؤهم لا يمكن أن تصمد أمام اختبار الشرعية أو حتي الوحشية لأي فترة من الزمن. وشارك في المؤتمر وزراء ومسئولون بارزون من أكثر من60 دولة من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا ومصر, كما تغيب عن الاجتماع كل من روسيا والصين اللتين عرقلتا قرارين للامم المتحدة يدينان قمع الرئيس السوري بشار الاسد للاحتجاجات. وفي سوريا خرجت المظاهرات المطالبة برحيل الأسد مجددا عقب الصلاة في جمعة جديدة دعا إليها النشاطون السوريون تحت اسم سننتفض لأجلك بابا عمر, فيما أسفر تجدد القصف العنيف الذي تشنه القوات الحكومية لمدن إدلب وحمص عن سقوط28 قتيلا علي الأقل, حسبما أفاد نشطاء المعارضة. وقال الناشط عمر الحمصي لوكالة الأنباء الألمانية إن14 مدنيا علي الأقل لقوا حتفهم وأصيب أربعون آخرون نتيجة القصف العنيف لحي بابا عمرو, وأضاف نشطاء في إدلب إن أربعة عشر شخصا آخرين قتلوا جراء القصف الحكومي وذلك طبقا لقناة العربية. وفي الوقت نفسه قال نشطاء ان القوات السورية اعدمت18 شخصا علي الاقل رميا بالرصاص في قرية حلفايا في حماه بينهم7 من نفس العائلة واضافوا ان الضحيا من عائلات تعمل بالزراعة وهم رجال ونساء واطفال بينهم رضيع عمره10 أشهر وطفل في السابعة من عمره وقال النشطاء ان قوات الامن اوقفتهم في صف واعدمتهم بالرصاص منهم12 قتلوا برصاص في الرأس. وفي سياق مقابل, تبدأ سوريا غدا الاستفتاء علي الدستور الجديد والذي استغرق إعداده أكثر من4 أشهر, امتثالا للقرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد بعد تسلم مسودة الدستور الجديد في12 فبراير الحالي وحدد يوم السادس والعشرين من فبراير موعدا للاستفتاء الشعبي عليه.