تعودنا أن نسمع هذه الأيام عبارات تدل على عدم الشعور بالرضا وعلى العكس تدل على الشعور بالإحباط، ولأنها تصدر من المرأة أكثر من الرجل فإن تأثيرها يكون أشد وأعمق على كل من يحيط بها، فكثيرا مانسمع من المرأة المعاصرة كلمات تعبر عن سوء حالتها وانخفاض معنوياتها وشعورها بالاكتئاب مثل: «أشعر بالضيق ومخنوقة ومكتئبة» ومثل هذه العبارات وغيرها تعبر عن إصابتها بمرض بالاكتئاب كما يؤكد محمد يوسف أبو زيد أستاذ علم النفس جامعة عين شمس. فالاكتئاب ماهو إلا شعور بالاعتلال النفسى الذى يعانى فيه الإنسان من الشعور بالحزن الشديد والكثير من المشاعر السلبية والتى تجعله يفقد الاحساس بمتعة الحياة، ويظهر الاكتئاب فى صور من عدم الإقبال على الحياة والانسحاب من المجتمع وفقدان الرغبة فى التواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسر، والمرأة أكثر تعرضا للاكتئاب فى الفترة العمرية من «20 50» وتصل حالات إصابتها بهذا المرض الى ضعف حالات الرجل، وذلك يرجع إلى التكوين العاطفى لها ولفطرتها التى خلقها الله عليها من مشاعر حية ورقيقة وجياشة، يرجع أيضا إلى خبراتها العميقة فى التعلق والفقد، حيث إنها دائمة التعلق بمن يحيطونها تهتم بغيرها وبمن يحتاجونها، وحين تفقد أيا من هذه العلاقات فإنها تصاب بالحزن والأسى وربما تصل درجة شعورها بالأسى إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، ومع التغيرات البيولوجية والهرمونية المتلاحقة مع تغير سنوات عمر المرأة تتغير كيمياء الجسد والمخ، وتشكلان نوعا من الضغط عليها، فإذا زاد عن حدوده فإن ذلك يعرضها للإصابة بالاكتئاب، فالوظائف المتعددة المستمرة والتى تقوم بها المرأة من القيام بطلبات الزوج والأولاد والأحفاد وإعداد الطعام للعائلة والقيام بأعمال نظافة المنزل بلا توقف، علاوة على عملها الوظيفى وإعمال عقلها فى مشكلات الأسرة كل ذلك يعرضها للإصابة بالاكتئاب. ولخروج المرأة من الاكتئاب ينصحها د.محمد بالتعبير عن مشاعرها بلا خجل وعدم قمعها من خلال الكلام أو الضحك أوالبكاء، أو تعبر عما بداخلها بإفراغ ما يضايقها وتدوينه على ورق، إذ أن هذه الطريقة تساعدها على توضيح أفكارها وضمان عدم إيقاع العقوبة عليها مثلما قد يفعل معها الآخرين، كما أن هذه الطريقة قد تساعدها فى توضيح أفكارها مما يسفر عن رؤية جديدة فى حالة التخطيط لطريقة حياة جديدة تبعدها عن الاكتئاب، ولتجنب الاكتئاب ينبغى على المرأة تجنب احتساء الشاى والقهوة واتباع نظام غذائى متوازن غنى بالأوميجا «3» والدهون الغذائية القادرة على الحفاظ على توازنها العقلى وعلى برودة أعصابها، وعليها أن تمضى وقتها فى ممارسة عمل تحبه وممارسة هواية مفضلة إليها كى تخرج الأفكار السلبية والتى تسبب لها الاكتئاب من رأسها، أما إذا كان الأمر مستعصيا فالعلاج لدى الطبيب النفسى عن طريق العلاج النفسى المعرفى ومضادات الاكتئاب.