برغم التزام السلطات الصينية بضبط النفس إزاء الاعتصام الذى يشهده إقليم هونج كوج منذ أسابيع، اندلعت اشتباكات أمس بين الشرطة والمعتصمين تعد الأعنف منذ ما يقارب أسبوعين. وجاء ذلك إثر محاولة المحتجين تمديد رقعة اعتصامهم للسيطرة على نفق يربط المقر الحكومى للإقليم بأحد الطرق الرئيسية، ويعد أحد جوانب هذا الطريق معقلا للاعتصام فى محاولة بعد تقليص الشرطة لرقعة الاعتصام على مدى اليومين الماضيين. وأعلن ستيف هوى المتحدث باسم شرطة هونج كونج أنه تم اعتقال 45 متظاهرا دون إصابة أى منهم، بينما جرح 5 ضباط خلال المواجهات التى انتهت بإخلاء النفق ورفع المتاريس الأسمنتية منه وفتحه للمرور مرة أخري. وتداولت بعض المحطات التليفزيونية المحلية مشاهد من المواجهات شملت ضرب الشرطة للمحتجين وسحلهم، وإزالة المتاريس التى وضعوها لاحتلال النفق، وأعلنت رابطة المختصين الاجتماعيين أنها ستنظم مسيرة حتى مقر شرطة هونج كونج احتجاجا على تعرض أحد أعضائها وهو معاق يدعى كين تسانج للضرب على يد الشرطة، كما تظهر الصور المسجلة، فيما طالبت منظمة العفو الدولية بتقديم الضباط المتورطين فى هذه الواقعة للمحاكمة.
ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم الشرطة أنه تم نقل 7 ضباط مؤقتا بسبب تورطهم فى هذه الوقائع، وأوضح أن الشرطة ستجرى تحقيقا محايدا حولها.
وأكد أن الشرطة لجأت إلى الحد الأدنى من القوة باستخدام رذاذ الفلفل لتفريق المحتجين الذين تجمعوا بشكل غير مشروع خلال الليل.
وفى واقعة نادرة، علق مسئول حكومى فى بكين على هذه التطورات، وأوضح أن حكومة الصين ترى أنه ليست هناك حاجة حتى الآن لنشر الجيش الشعبى فى هونج كونج، لكن المسئول الذى رفض الكشف عن هويته لم يستبعد اللجوء للجيش مستقبلا، و اعتبر أن الأمور تعود إلى طبيعتها فى الوقت الراهن.
فى الوقت نفسه، ألغى حاكم الإقليم ليونج تشون ينج جلسة استجواب له فى البرلمان لأسباب أمنية، وأعرب عن استعداد حكومته للتفاوض مع المتظاهرين - وغالبيتهم من الطلاب- ولكن مع التشديد على أن بكين لن تتنازل عن المعايير التى وضعتها لاختيار المرشحين فى انتخابات الإقليم المقررة عام 2017. ومن جانبه، وجه لى كا شينج رجل الأعمال الأبرز فى هونج كونج و الذى يعد الأغنى فى قارة آسيا، نداء إلى المحتجين لفض الاعتصام، وأوضح أن انهيار سيادة القانون فى هونج كونج ستكون الضرر الأكبر. وتبنت السلطات الصينية منهجا تدريجيا لتضييق الخناق على المعتصمين، حيث أزالت المتاريس و الحواجز التى قطعوا بها الطرق الرئيسية فى الساعات المتأخرة من الليل حين تقل أعداد المعتصمين.