بدبلوماسية راقية ولغة صارمة وثقة كاملة صفعت حكومة السويد الجديدة إسرائيل وأمريكا صفعة مدوية أوجعتهما فى الصميم عندما أعلنت اعترافها بدولة فلسطين. وأعجبنى هذا الأسلوب السويدى المتزن فى مقابل هذا الهلع الإسرائيلى الفج والقلق الأمريكى الواضح عندما قالت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم "كان متوقعا أن توجه لنا انتقادات، لكن ليست الولاياتالمتحدة هى من يقررسياستنا الخارجية" ونفت فى نفس الوقت بدهاء أن يؤثرالقرارسلبا على علاقات بلادها مع تل أبيب وواشنطن والتى وصفتها "بالممتازة" !! أما إسرائيل فقد جن جنونها .. واستدعت سفير السويد لديها "لتوبيخه" على هذه الخطوة التى وصفها رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بأنها ستجلب نتائج عكسية , وسخر منها وزير الخارجية ليبرمان مطالبا السويد بالتركيزعلى مشاكل ملتهبة أكثر فى المنطقة ,أما الحليف الأمريكى فقد حذّر بعصبية من أى اعتراف دولى بفلسطين ووصفه بأنه "أمر سابق لأوانه"!! ولا يرجع هلع إسرائيل وعصبية أمريكا – فى تقديرى - إلى أن هذا الاعتراف السويدى سيتبعه إجراء عملى أو تأثير فورى على مسار القضية الفلسطينية ,ولا لأن تل أبيب وواشنطن كانتا تنتظران سلوكا عكسيا من حكومة استوكهولم .. ولكن لأن السويد تلك الدولة الأوربية المهمة التى لها وزنها وتأثيرها القوى داخل الاتحاد الأوروبى تعد الأولى من بين الدول الأساسية فى الاتحاد التى تعترف بالدولة الفلسطينية وقد يدفع قرارها دولا أوروبية أخرى لأن تحذو حذوها ,كما أنه يعنى تحويل بعثة فلسطين فى استوكهولم إلى سفارة، ودعما سويديا تلقائيا لقبول فلسطين بالمنظمات الدولية.. فضلا عن أن حكومة يسار الوسط السويدية قررت الإقدام على هذه الخطوة دون التشاورمع حلفائها الأوروبيين !! وإذا كانت كل هذه الملابسات تشير إلى أن السويد تريد أن تلعب دورا أوسع نطاقا فى سياستها الخارجية لتأكيد ثقلها الدبلوماسى الجديد حول العالم .. فإن واجب العرب أن يدعموا هذا التوجه ويبنوا عليه .. ليس من أجل عيون السويد – التى أيدت مواقفنا -ولكن بهدف تعظيم قوتنا الذاتية وحل قضيتنا الأساسية ووقف التعنت الإسرائيلى وإضعاف الدورالأمريكى الذى لم نرمنه إلا المماطلة والخداع والتآمر!! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي