القرآن الكريم وعلومه فى الموسوعات اليهودية " عنوان كتاب جديد صدر أخيرا عن مركز " تفسير للدراسات القرآنية" بالمملكة العربية السعودية. من تأليف أحمد البهنسى الصحفى والباحث المختص بالشئون الإسرائيلية ومترجم اللغة العبرية بوكالة أنباء الشرق الأوسط. وقد حصل الكتاب على إجازة من الأزهر الشريف بنشره وتداوله فى مصر، وذلك لاتسامه بالموضوعية والمنهج العلمى الرصين وخلوه من أى مخالفات لثوابت الشرع والعقيدة والدين الإسلامي. وتتمثل أهمية الكتاب فى كونه لا يمثل التزاما دينيًا وعلميًا كإحدَى وسائل الدفاع عن الدين الإسلامى الحنيف ومصادره بشكل أكاديمى وعلمى يتسم بالموضوعية، بل يمثل أيضًا التزامًا قوميًا ووطنيًا نظرًا لخطورة ما تَهدف إليه هذه المقالات الموسوعية حول القرآن الكريم والإسلام من تشويه صورة الإسلام والمسلمين بغرض تحقيق مصالح دينية وسياسية على حد سواء. وتوصل الكتاب إلى اعتماد الموسوعات اليهودية فى فرضيتها الخاطئة حول رد القرآن الكريم لمصادر يهودية ونصرانية ووثنية على “ التشابه اللفظي- السطحي” بين بعض الآيات القرآنية وبعض النصوص الواردة فى العهدين القديم والجديد، وهو ما يثبت ضعف ما تطرحه الموسوعات اليهودية حول القرآن الكريم من الناحيتين العلمية والموضوعية اذ لم تعتمد على أسانيد علمية وموضوعية قوية بل اعتمدت على مجرد “تشابهات سطحية” فى شبهاتها حول القرآن الكريم. واشتمل الكتاب الذى يقع فى 368 صفحة على خمسة فصول... يتعرض الأول منها بالتحليل والنقد لما جاء فى الموسوعات اليهودية حول جمع وترتيب الآيات القرآنية، أما الفصل الثانى فيتعرض بالنقد لما جاء فى الموسوعات اليهودية حول رد قصص القرآن الكريم إلى مصادر يهودية ونصرانية ووثنية، أما الفصل الثالث فينقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد عقائد وشرائع القرآن الكريم لمصادر يهودية ونصرانية ووثنية، فى حين أن الفصل الرابع ينقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد أصول بعض ألفاظ القرآن الكريم إلى لغات أعجمية غير العربية. أما الفصل الخامس والأخير فينقد رؤية الموسوعات اليهودية الخاطئة لموقف القرآن الكريم من اليهودية والنصرانية. ومن أبرز النتائج التى توصل إليها الكتاب، أن المقالات فى الموسوعات اليهودية حول القرآن الكريم قد اتسمت بما يسمى ب«الازدواجية اللغوية» حيث كتبت بالعبرية والانجليزية ولم تكتب بلغة واحدة، إضافة إلى أنه اعتراها الكثير من سمات القصور والضعف العلمى والموضوعي، كما أن هذه المقالات الموسوعية حول القرآن الكريم لم تلتزم ب “السرد المعلوماتي” الواجب توافره فى الموسوعات، بل تدخلت بالنقد المشبوه حول القرآن الكريم. كما رصد الكتاب وجود حالة من “ التخبط” و” التناقض” فيما طرحته الموسوعات اليهودية المختلفة حول القرآن الكريم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما تم طرحه حول “ مصدرية” القرآن الكريم، إذ لم تتفق الموسوعات اليهودية على تحديد مصدر واحد للقرآن الكريم، بل انها طرحت فرضيات خاطئة علمية ومردود عليها تاريخيا ولغويا حول أصل القرآن الكريم، وهو ما يشهد بخصوصية المادة القرآنية وتفردها وأصالتها.