تربطنى بحرب أكتوبر أواصر حميمة أعتز وأتشرف بها ، فوالدى رحمة الله عليه، هو أحد شهداء وأبطال هذه الحرب، بالجيش الثالث الميدانى، حيث استشهد بسيناء يوم 16 أكتوبر 1973 كما أننى من حيث الموطن من أبناء مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وهى بلد البطل محمد عبد العاطى صائد الدبابات، الذى أجريت معه حوارا فى بداية حياتى الصحفية، فوجدته إنسانا رائعا يتمتع بالطيبة ونقاء الروح، والتواضع والارتباط بدينه، ويعطى مساحة كبيرة من نفسه لبلده وأهله وأسرته. وعندما دخلت منزل صائد الدبابات الحاصل على نجمة سيناء، وجدته يعيش فى شقة بسيطة صغيرة بمساكن المحافظة، أبعد ما تكون عن زخرف الدنيا وزينتها، رغم أنه يعد فى الموسوعات الحربية من أشهر صائدى الدبابات فى العالم، الذى عرف عنه شجاعته وقوته القتالية التى أذاقت العدو الإسرائيلى مرارة الهزيمة، باصطياده أكثر من ثلاثين دبابة وثلاث مجنزرات من مدفعيتهم. عبد العاطى صائد الدبابات الشاب المصرى ابن قرية شيبة قش، تم تجنيده بالجيش المصرى فى نوفمبر 1969 بعد إنهاء دراسته، وقد دخل عبد العاطى بداية سلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية ليكتشف هناك قدراته القتالية الحقيقية فى مجال الصواريخ المضادة للدبابات، ومنها صواريخ فهد المدمرة، وكان مداها 3 كيلو مترات. وكان موعد عبد العاطى مع البطولة يوم 8 أكتوبر، الذى اعتبره يوما مجيدا للواء 112 مشاة والكتيبة 35 مقذوفات، فى هذا اليوم أطلق عبد العاطى أول صاروخ له بدقة شديدة ونجح فى إصابة الدبابة الأولى، حتى استطاع تدمير 13 دبابة فى نصف ساعة، وهذه الخسائر جعلت اللواء 190 بالقوات الإسرائيلية يقرر الانسحاب، ثم تم أسر عساف ياجورى قائد هذا اللواء. وقد ولد عبد العاطى فى عام 1950، ورحل عن عالمنا بعد عمر قصير فى 9 ديسمبر 2001، ولكنه مازال يعيش بيننا ببطولاته التى سنظل نذكرها. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى