مهنة المراقب الجوى من المهن الحساسة والنادرة فهو مسئول عن تأمين وسلامة أرواح مئات الآلاف من الركاب الذين يجوبون سماوات العالم بالطائرات يومياً حيث يلعب دوراً رئيسيا فى تنظيم حركة الطائرات وتحديد ارتفاعها فى الأجواء لمنع اصطدامها ودوره يشبه دور شرطى المرور على الأرض.. فهى بحق من المهن التى «لا تحتمل الخطأ». ومن هنا تأتى أهمية إعداد وتأهيل المراقب الجوى علميا وفنياً ونفسياً ليكون على أفضل المستويات المطلوبة دوليا ومحلياً حيث تتطلب هذه المهنة مهارات خاصة، كما أن هناك شروطاً وقواعد تضعها المنظمات المحلية والدولية لعمل المراقب الجوى بما يضمن تأدية دوره دون أى أخطاء قد يترتب عليها عواقب وخيمة..وقد شهدت المراقبة الجوية فى مصر خلال الفترة الماضية تطوراً كبيراً فى ظل تحديات هائلة فى مجال الملاحة الجوية لتواكب زيادة حركة الطيران بالأجواء المصرية وإذا ما تناولنا منظومة المراقبة الجوية بالأجواء المصرية نجد أنها تنقسم ل «ثلاث» وحدات تشغيلية تعمل على التوالى لتقديم منظومة امنة للاجواء المصرية.. الأولى تتمثل فى وحدة برج المراقبة الجوية التى تعمل على تأمين سلامة الطيران على أرض المطار والممرات فى دائرة قطرها 5 أميال.. والثانية وحدة؛ الاقتراب؛ وتعمل على توجيه الطائرات فى نطاق دائرة قطرها 25 ميلا بحريا.. أما الثالثة فهى وحدة «مراقبة المنطقة» وتعمل على توجية الطائرات منذ دخولها الأجواء المصرية حتى تسليمها لدائرة وحدة الاقتراب،كما تمت الاستعانة بتقنيات عالمية باستخدام الأقمار الصناعية فى أنظمة المراقبة الجوية وما تعرف بأنظمة «جى إن إس إس» والتى ألزمت بتجهيز الطائرات بأجهزة «جى بى إس» التى تمكن الطيارين من الطيران بالاستعانة بالخرائط الملاحية والتى تعمل بتقنيات الأقمار الصناعية، ونظراً لزيادة الحركة الجوية فى الأجواء المصرية تم تنفيذ منظومة تقليل «الفاصل الرأسى» بين الطائرات لنحو «ألف قدم» بدلاً من «ألفى» قدم لتعظيم القدرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الطائرات فى الاَجواء المصرية كما تم تفعيل منظومة تقسيم الأجواء الى نطاقين سفلى وعلوى لتيسير عمل المراقب الجوى وزيادة أوجه السلامة بالاجواء وتقليل العبء التشغيلى على المراقب الجوى بما ينعكس على أدائه فى العمل ونظرا لأهمية اعداد المراقب الجوى وتدريبه فقد انتهجت وزارة الطيران المدنى المصرى خطة طويلة المدى لتطوير منظومة الملاحة الجوية فى مصر والتى تضعها فى مصاف الدول المتقدمة فى هذا المجال وتأهيل وتدريب المراقبين الجويين المصريين الذين يعدون من أكفأ المراقبين الجويين على مستوى العالم ولأن المراقب الجوى يواجه بعض المواقف الطارئة خلال عمله مثل فقد الاتصال بالطائرة أو وجود عطل فنى بها أو غيرها من حالات الطوارئ فضباط المراقبة الجوية لهم حرية التصرف بالتنسيق مع قائدى هذه الطائرات والسلطات المعنية حسب كل حالة وهذه الإجراءات من خلال دليل عمل يحدد الأولويات والمسئوليات وردود الأفعال لتقليل وتفادى أخطار ونتائج حالة الطوارئ تحقيقا للهدف الرئيسى الذى يتمثل فى الحفاظ على الأرواح والطائرات والمنشاَت.