سلاح البحرية.. سلاح كانت له أدوار عظيمة فى الحروب التى خاضتها مصر من أجل استرداد أرضها وكرامتها، فهو السلاح الذى قطع عن إسرائيل امدادات البترول المنقولة لها بحرا، كما أنه هو من أعطى لأعدائنا الصفعة القوية بعدما دمر لهم المدمرة إيلات، وأيضا شارك فى حرب أكتوبر والتى قهر فيها المصريون جيشا أذاع عن نفسه أنه لا يقهر. اللواء بحرى محمد يسرى قنديل رئيس استخبارات القوات البحرية فى أكتوبر قال إن القوات البحرية خلال حرب الاستنزاف قامت بأعمال عظيمة حيث تم تدمير المدمرة إيلات أمام ميناء بور سعيد يوم 21 أكتوبر 1967 ثم قمنا بإغراق الغواصة داكار فى مارس 1969 ثم قامت القوات البحرية – وكان قد تولى قيادتها شاب عمره 39 عاماً آنذاك هو العميد محمود فهمى عبد الرحمن وقد هاجمت قواتنا البحرية مخازن الوقود والذخيرة على بعد 40 كيلو متراً وأغرقنا مركبين فى ميناء ايلات كما هاجمنا بعدها ب6 شهور ميناء إيلات وأغرقنا سفينتين إسرائيليتين كما قام رجال الضفادع البشرية بإغراق الحفار الإسرائيلى كينتينج فى ميناء داكار حيث كانت إسرائيل تريد استخدامه لإنتاج 6 مليون برميل سنوياً من بترول سيناء. وكان للقوات البحرية دور رئيسى فى حرب الاستنزاف، وقد اشتركت كل قوات البحرية فى الحرب، وهى سفن السطح ومنها المدمرات، ولنشات الصواريخ، وسفن مكافحة الغواصات وسفن مكافحة الألغام، والضفادع البشرية والصاعقة البحرية والمدفعية والصواريخ الساحلية، فكل هذه الوحدات اشتركت فى حرب الاستنزاف، فالمدمرات بالمدفعية ضربت مواقع شئون إدارية وسرايا صواريخ مضادة للطائرات إسرائيلية فى المنطقة 40 كم شرق بورسعيد وتمكنت المدمرات من إحداث خسائر كبيرة بها، أما سفن مكافحة الغواصات والألغام فقد أدت دورها على أكمل وجه بحيث لم تستطع إسرائيل الاقتراب بغواصاتها لتلغيم الممرات الملاحية، مما أدى إلى بقاء الموانئ المصرية مفتوحة وتعمل بحالة طبيعية طوال الحرب، ولا ننسى مهمتهم فى إغراق الغواصة داكار أمام ميناء الإسكندرية، والتى كانت تنوى القيام بأعمال قتالية ضد سفننا البحرية أو التجارية. أما لنشات الصواريخ فقد كان لها دور كبير فى منع السفن الإسرائيلية من موانينا التى تحدث خسائر ضد أهداف حيوية، وعلاوة على ذلك فقد قامت لنشات بقذف النقط القريبة من السواحل، ولا ننسى أن اللنشات هى التى أغرقت إيلات. أما عن دور الضفادع البشرية، فقد كان لها عدة إغارات على موانئ إسرائيل واستطاعت الضفادع البشرية الإغارة 3 مرات على ميناء إيلات خلال الفترة من نوفمبر 67 حتى مايو 70، وأغرقت فيها 3 سفن إسرائيلية هى “ داليا - هيدروما - بات يام”، وبذلك نعتبر أن الضفادع البشرية هى اليد الطولى لمصر فى ضرب العمق الإسرائيلى، وبهذا أصبحت الموانئ الإسرائيلية مرافئ غير آمنة خوفاً من تهديد الضفادع لها. وتعتبر القوات البحرية إحدى أدوات السياسة الخارجية للدولة ووسيلة من وسائل دعم هذه السياسة، فحين تبحر السفن الحربية قاصدة منطقة صراع بين طرفين فإن تحركها يشير إلى تأييد تصرفات طرف حليف وفى نفس الوقت التلويح بردع تصرفات الطرف الآخر. ويضيف اللواء يسرى قنديل: كما أن القوات البحرية لها وظيفة عسكرية وهى تختص بتنفيذ المهام القتالية بالبحر ومن بينها تدمير قوات العدو البحرية فى قواعدها البحرية وبالبحر وحماية خطوط المواصلات البحرية والانزال البحرى على السواحل المعادية، فهى تختص أيضا بحماية مصالح مصر ضد أى تهديد من اتجاه البحر. فمصر بدون قوات بحرية تحمى سواحلها وثرواتها البحرية وتجارتها الخارجية بالبحر تصبح عرضة لأطماع الآخرين وغزوها من اتجاه البحر مثلما حدث فى الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 والحملة البريطانية عام 1882 والعدوان الثلاثى عام 1956 لذلك فإن قواتنا البحرية تعتبر خط الدفاع الأول عن مصر من اتجاه البحر. ولقد لعبت الدبلوماسية المصرية دوراً فى معاونة القوات البحرية فى حرب أكتوبر 73 أثناء الإعداد لحرب أكتوبر حيث لعبت الخارجية المصرية من خلال العلاقات الدبلوماسية القوية مع الحكومة الاثيوبية إبان حكم الامبراطور هيلا سيلاسى دوراً كبيراً فى الحيلولة دون إعطاء إسرائيل تسهيلات لتمركز سفنها الحربية فى جزر فاطمة وحاليب والموانى الاثيوبية جنوبالبحر الأحمر “مصوع وعصب”. حتى لا تقوم هذه السفن باعتراض مدمراتنا التى كان مخططا لها القيام بحصار باب المندب وحصلت مصر على موافقة اثيوبيا على مطلبها.