رفضت وزارة الخارجية الأمريكية ربط رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو خلال خطابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بين حركة حماس وتنظيم «داعش» الإرهابى وزعمه أنهما فرعان لنفس الشجرة السامة . ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية - على موقعها الإلكترونى عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكى قولها أمس - «إنه على الرغم من أن المنظمتين مدرجتان على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، لكن «داعش» تشكل تهديدا مختلفا للمصالح الغربيةوالولاياتالمتحدة». من ناحية أخرى، قالت بساكى إن الولاياتالمتحدة ترغب فى إعادة اندماج إيران فى المجتمع الدولى بإثبات أن برنامجها النووى يتم لأغراض سلمية وليست عسكرية. وكان نيتانياهو قد أشار فى خطابه أيضا إلى أن إيران لا تزال تشكل تهديدا كبيرا على وجود إسرائيل، محذرا من أن إيران غير مستعدة فعليا للتخلى عن برنامجها النووى وكل ما تريده هو التخلص من العقوبات المفروضة عليها. ورأت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن العالم الغربى سئم من سماع الخطب عن إرهاب حركة حماس ونجاح العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلى، بينما يستعد لفرض حل لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلي. وفى رد فعلها على خطاب نيتانياهو، شددت الرئاسة الفلسطينية أمس على أن تحقيق السلام والتوصل إلى حل للصراع مع إسرائيل «يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية». وأكدت الرئاسة على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة فى بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، ضرورة أن يستند هذا الحل إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 2012، الذى منح فلسطين صفة دولة غير عضو فى الأممالمتحدة. وقال أبو ردينة إن "هذا الأمر يجب أن يؤدى إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية"، مشددا على أن ذلك يتطلب وقفا فوريا للاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف نشاطات المتطرفين فى الأماكن المقدسة. من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها سامى أبو زهرى، إن تصريحات نيتانياهو أمام الأممالمتحدة بأن حماس وداعش هما وجهان لعملة واحدة هى "محاولة لخلط الأمور"، مؤكدة أنها "حركة تحرر وطنى فلسطينى". وشدد أبو زهرى فى بيان صحفى على أن "الاحتلال الإسرائيلى هو مصدر الشر والإرهاب فى العالم وإرهاب إسرائيل هو عملة بوجه واحد فقط". واعتبر أن "مزاعم نيتانياهو بأن حماس استخدمت المدنيين دروعا بشرية هى ادعاءات كاذبة". وشدد على أن "جرائم نيتانياهو فى غزة لا يمكن القفز عليها بخطاب فارغ المضمون وما يجزم بكذب نيتانياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية بجرائمه فى غزة". ووصفت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوى خطاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نيتانياهو فى الأممالمتحدة بالخطاب التضليلى والذى يهين ذكاء الجمهور، مؤكدة أن لوم الضحية هو النمط السائد والسياسة الإسرائيلية الفاشلة التى تنم عن إفلاس سياسى وأخلاقى ونيتانياهو لا يشكل استثناء فى هذا الإطار. ومن جانبه، عقب الأمين العام لجبهة النضال الشعبى وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلانى على خطاب نيتانياهو بأنه خطاب تحريضى بلغة عنصرية وتهرب من استحقاقات العملية السياسية. وشبه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" عمر البغدادى ردا على تشبيه نيتانياهو حركة حماس بالتنظيم المتطرف لتبرير الهجوم الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة. وقال عريقات لوكالة فرانس برس ردا على خطاب نيتانياهو "إن نيتانياهو أصر على تحويل الصراع فى المنطقة من صراع سياسى الى صراع دينى".