أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تحتفظ بحقها فى مواجهة التطرف وباقى التهديدات التى تهدد أمنها القومي، منفردة، وقال فى حوار ل صحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية» إنه يدعم الولاياتالمتحدة فى حربها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وشدد على ضرورة ألا «تنفض» الإدارة الأمريكية يديها عن منطقة الشرق الأوسط التى تواجه تصاعدا فى موجة الإرهاب وحالة من عدم الاستقرار. وقال السيسي، إنه يسعى لتحقيق النمو الاقتصادى وتطوير التعليم ودعم التسامح الديني، باعتبارها أدوات مهمة لمواجهة الإرهاب، سواء تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات المتطرفة، شأنها شأن أداة الضربات الجوية. وفى كلمة ألقاها - نيابة عن المجموعة العربية - امام قمة المناخ،أكد الرئيس أن المنطقة العربية الواقعة فى اطار المناطق الجافة والقاحلة هى من اكثر المناطق عرضة لتاثيرات تغير المناخ بما لها من اثار سلبية على التنمية، وبما يتطلب تحركا وتضامنا دوليا أساسه مبدأ الانصاف والمسئولية المشتركة وحق الدول العربية فى تحقيق التنمية المستدامة. وقال ان دولنا تعانى أزمات متفاقمة فى الطاقة فى وقت تستهدف فيه تحقيق معدلات مرتفعة للنمو، وهو ما يتطلب التوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة، مع التحول الى نمط اقتصادى اكثر حفاظا على البيئة، ومن هذا المنطلق أدعو الدول المتقدمة والمؤسسات المالية والقطاع الخاص للاستثمار فى هذه المشروعات . وبعد إلقائه كلمته أمام قمة المناخ التى انطلقت أعمالها أمس فى نيويورك، عقد الرئيس سلسلة من اللقاءات مع عدد من القادة ورؤساء الدول والحكومات، المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من بينهم رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، إضافة إلى رئيس وزراء إثيوبيا ورئيسة شيلي، على أن يلتقى بالرئيس الأمريكى باراك أوباما غدا، بناء على طلب أوباما. وفيما يتعلق كلمة الرئيس اليوم، أمام الجمعية العامة، قال السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، إنها ستعبر عن وجهة نظر مصر إزاء القضايا المختلفة، وستتضمن شرحا للتطورات الجارية فى مصر، علاوة على القضايا الإقليمية والدولية. كان الرئيس قد أجرى خلال الساعات الماضية سلسلة من اللقاءات المكثة مع عدد من كبار السياسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين وقادة الفكر ورجال الأعمال، وأسفرت عن نتائج مثمرة للغاية. وأكد الرئيس خلال هذه اللقاءات، أن الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أسهمت فى زيادة الوعى لدى الشعب المصرى الذى أدرك أن هويته الوطنية والثقافية تواجه خطرا كبيرا يتعين التصدى له، ومن هنا جاءت ثورة المصريين فى الثلاثين من يونيو لمواجهة غياب مفهوم الدولة الوطنية والسياسات الإقصائية، التى طالما تم التحذير منها. وصرح المتحدث باسم الرئاسة، بأن الرئيس تناول أيضا الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، بما فى ذلك الحرب ضد الإرهاب، والقضية الفلسطينية، والأوضاع فى العراق وسوريا وليبيا. من جانبه، كشف وزير التموين خالد حنفي، أن الرئيس عرض خلال لقائه رجال الأعمال الأمريكيين اقتراحا بإنشاء مشروعين عملاقين بمصر، الأول هو مدينة سياحية للتسوق فى خليج السويس، لتشغيل 500 ألف شخص بالقرب من ميناء السخنة، والثانى إنشاء أضخم مركز عالمى لتجارة الغلال والحبوب فى الشرق الأوسط، وقال الوزير إن الفكرة لاقت ترحيبا كبيرا من الجانب الأمريكي. وصرح وزير الاستثمار أشرف سالمان، بأن الرئيس عرض برنامج الحكومة بوضوح شديد أمام الشركات الأمريكية التى أبدت ارتياحها لهذا الطرح المصري، لأنها تستمع لأول مرة من رئيس مصر عن البرنامج الاقتصادى المصرى بتفاصيله ومدته وما تم تحقيقه حتى الآن، بالإضافة إلى مشروع قناة السويس والمشروعات المصرية الكبرى الأخري، وهو ما يساعد على دفع عجلة النمو وتحقيق التنمية المستدامة.