فى مسرح الهناجر شاهدت لك هذا الأسبوع واحدا من العروض التى شاركت فى المهرجان القومى للمسرح لينال عنه مخرجه جائزة. بغض النظر عن الجائزة وبغض النظر عن المهرجان وبغض النظر عما قدمه المخرج الشاب تامر كرم فاننى أحيى الشباب .. الشباب الذى يحمل لواء المسرح ويحاول بكل اصرار أن ينطلق به حتى تظل المسارح مفتوحة أمام الجمهور وتظل ستائرها مرفوعة عن العروض التى تثرى الوجدان وتشبع حاجة المواطن من متعة الثقافة والفن. لا أنكر أن المسرح يعانى حاليا بل منذ أعوام من ضعف اصابه .. لكن هنا لابد من الاشادة بأولئك الذين يملكون العزم والإرادة وحب الفن والثقافة بل وحب البلد فى النهاية ويقومون بالتغريد فى سماء الفن. وهنا أقول الفن الصعب.. فن المسرح الذى لا يعطى لممثليه ومخرجيه وأيضا كل العاملين فى النواحى الفنية ما يغريهم ماديا للعمل فى هذا اللون من الفنون. الفنان لدينا يسعى وبقوة إلى التليفزيون الذى يجزل العطاء سواء للبطل أو الأبطال وغيرهم من العاملين فى المسلسلات الفنان يسعى أيضا للسينما لأنها تجزل العطاء خاصة تلك الأفلام التجارية التى انتشرت فى الفترة الأخيرة. لكن كبار فنانينا لا يسعون بل يهربون من المسرح الذى يتطلب منهم أولا الحفظ.. حفظ الأدوار وأيضا العمل على خشبة المسرح لأيام وأيام مقابل أجر لا يتناسب مع ما يحصلون عليه من الجهات الأخري. من هؤلاء أقدم هذه التحية للمخرج الشاب تامر كرم، والذى شاهدت له عملا منذ سنوات ، والذى أخرج مسرحية تحمل اسم «الليلة ماكبث» عن نص شكسبير الذى يعد من أكثر المؤلفين المسرحيين تناولا لأعماله بطرق مختلفة وأساليب مختلفة وأيضا برؤى مختلفة. أرى فى العرض فى البداية ديكورا رائعا قدم للمتفرح بداية الاحساس بالعمل الذى سيشاهده. وكان الممثلون من خلال حركات وتحركات أجاد رسمها المخرج وهم يرتدون ملابس موحدة. ثم الأبطال الذين اجتهد أمامهم محمد المحمدى فى دور ماكبث وكذلك كريم حمدى فى دور مالكوم ثم هاجر عفيفى فى دور ليدى ماكبث العرض مدته ساعة استطاع المخرج من خلالها تقديم رؤيته لهذا العمل من خلال الفارق بين الواقع والحلم، لكن هنا كان لابد من التبسيط خاصة والمخرج يملك أدواته. وفى الصالة أجد هناك متفرجين مازالوا على حبهم وولائهم لهذا الفن الذى يلقبونه بأبى الفنون وهو المسرح.. ذلك الذى يختلط فيه أنفاس المؤدين مع المتلقين بقى أن أقول إن إضاءة العمل كانت موفقة وذلك بفضل التجهيز الفنى لخشبة مسرح الهناجر والتى نحتاج لمثلها فى معظم مسارحنا. أيضا الممثلون والممثلات معظمهم من طلبة وطالبات المعهد العالى للفنون المسرحية وأعرف أنهم يتقاضون مبالغ شبه رمزية نظير هذا العمل.