بعد ساعات من إعلان جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلي اليمن التوصل إلي اتفاق لوضع حد للأزمة الحالية ووصول مبعوثين من قبل عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين الشيعة إلي القصر الجمهوري للتوقيع ،سيطر المتمردون أمس علي مقر الحكومة والإذاعة ومقار عسكرية مهمة في العاصمة صنعاء. وبالتزامن مع تقدم الحوثيين الميداني في العاصمة ، تقدم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة باستقالته ،متهما رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بالتفرد بالسلطة. وأوضح باسندوة الذي يرأس حكومة وفاق وطني شكلت بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي وضع حد لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أنه "بالرغم من أن المبادرة الخليجية (اتفاق انتقال السلطة) وآليتها نصتا علي الشراكة بيني وبين الرئيس في قيادة الدولة، لكن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة فقط،جري بعدها التفرد بالسلطة لدرجة أنني والحكومة أصبحنا بعدها لا نعلم أي شيء لا عن الأوضاع الأمنية والعسكرية ولا عن علاقات بلادنا بالدول الأخري. تأتي استقالة باسندوة بعد أكثر من شهر علي بدء المتمردين الحوثيين تحركهم في صنعاء لاسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وقال مصدر رسمي لوكالة الأنباء الفرنسية إن الحوثيين "سيطروا علي مقر رئاسة الوزراء (الحكومة) وعلي الإذاعة إضافة الي مقر اللواء الرابع التابع للجيش. وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن "الجهات العسكرية والأمنية التي أيدت الثورة الشعبية وانحازت إلي خيار الشعب هي: القيادة العامة للقوات المسلحة، معسكر الإذاعة، المؤسسات الرسمية المتواجدة بمنطقة التحرير،ورئاسة الوزراء".كما أعلن عبد السلام عن السيطرة علي مقر الفرقة الأولي مدرع (سابقا)، أي مقر اللواء علي محسن الاحمر - ألد أعداء الحوثيين - الذي يبدو أنه تمكن من الفرار. وقال إن اللجان الشعبية أعلنت التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولي مدرع المنحلة ، وتعلن أن علي محسن الأحمر مطلوبا للعدالة". وأشارت المصادر إلي أن الحوثيين سيطروا علي مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالأسلحة . وما زال الحوثيون يحاصرون جامعة الايمان معقل رجل الدين المعروف عبدالمجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين.وأكد شهود عيان ومصادر سياسية لوكالة الأنباء الفرنسية أن عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أي مقاومة من جانب الجيش.تأتي هذه التطورات بالرغم من وصول اثنين من ممثلي التمرد الحوثي إلي القصر الجمهوري في صنعاء بعد إعلان جمال بن عمر التوصل إلي اتفاق سياسي سيتم توقيعه. ومن جانبه ، دعا وزير الداخلية اليمني عبده حسين الترب الأجهزة الأمنية إلي التعاون وعدم مواجهة المتمردين الحوثيين الذين سيطروا علي معظم المقار العسكرية والمدنية الحيوية في صنعاء،وذلك بحسب بيان نشر علي موقع وزارة الداخلية .وطالب البيان بعدم الاحتكاك مع أنصار الله (الحوثيون) أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات ، والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ علي الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبار أنصار الله أصدقاء للشرطة" . وقال على البختى - عضو المكتب السياسى لأنصار الله - إنهم فى الوقت الراهن يقومون بتصفية القيادات "الفاسدة" والمنتمية للتجمع اليمنى لحزب الإصلاح، وعلى رأسها اللواء على محسن قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً ومستشار الرئيس لشئون الدفاع حالياً. وأوضح أن ذلك لا دخل له بالاتفاق الذى يتفاوض فيه الحوثيون مع السلطة ، قائلا :"نحن والسلطة لا مشاكل بيننا مشكلتنا مع الأطراف الفاسدة فى البلد وسنقوم بإلاطاحة بها"، ومن المنتظر أن ينهى ذلك الاتفاق الأزمة الحالية التى تعيشها البلاد. واستمرت المواجهات فى صنعاء منذ اعلان المبعوث الدولى جمال بن عمر مساء أمس الاول عن التوصل الى اتفاق بين الحوثيين والرئاسة اليمنية لانهاء الازمة الحالية، ونشر الحوثيون الالاف من المسلحين وغير المسلحين فى صنعاء وحولها منذ أن أعلن زعيم التمرد عبدالملك الحوثى فى 18 أغسطس تحركا احتجاجيا تصاعديا للمطالبة باسقاط الحكومة ، والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود ، اضافة الى تطبيق مقررات الحوار الوطنى. وانزلق الوضع الى العنف منذ أيام فى صنعاء وضاحيتها الشمالية حيث قتل العشرات فى مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمنى للاصلاح، وهو الحزب الاسلامى الاكبر فى اليمن. وأعلن بن عمر فى وقت متأخر من مساء أمس الاول اتفاقا ل"حل الازمة" فى اليمن بعد أن التقى زعيم المتمردين الشيعة عبد الملك الحوثى فى معقله فى صعدة بشمال اليمن.