مثلما بدأنا قبل شهور فى تفسير وشرح أسماء العديد من قرى مصر ومن أين جاءت ومصادرها وأصل تسميتها ، فإننا نستريح قليلا من البحث فى أصول وأسرار قرى ونجوع الريف والصعيد ، لنستكمل رحلتنا ونذهب إلى المدن وشوارعها وحواريها ، بالأصح نبحر سويا فى شوارع الإسكندرية ، وبما أنها الإسكندرية فالقراءة والبحث لهما مذاق خاص . كلما نظرت إلى كف المحروسة لتعرف طالعها لابد ان ترى الإسكندرية وهى ترسم أهم خطوط هذا الكف وهى تطل عليك باسرارها وحكاياتها الغنية كما جاءت على لسان باحثة وعاشقة التراث الدؤوبه مها النجار.. فإلى هناك. ولنبدا من لوران التى حملت هذا الأسم نسبة إلي الخواجة لوران صاحب شركة سجاير في القرن ال 19 ويشغل قصره الآن مدرسة ثانوية للبنات. ثم زيزينيا التى سميت علي اسم الكونت زيزينيا الذى كان تاجرا للقطن، وبولكلي وفلمنج وشوتس من مؤسسي مجلس إدارة سكة حديد الرمل سنة 1860 والتي أصبحت فيما بعد سكة ترام الرمل. أما سان إستيفانو التى قصدت شركة ترام الرمل إطلاق هذا الاسم عليها تخليدا لذكري انتصار الصرب علي الأتراك بمساعدة روسيا عام1874 في موقعة سان إستيفانو وقد أقامت هذه الشركة فندقها الكبير هناك. أما جليمو نوبولو أو جليم فهو يوناني وأحد أعضاء المجلس البلدي لمدينة ااسكندرية، فى حين كانت جاناكليس كذلك نسبة إلي الخواجة جاناكليس صاحب مزارع العنب ومصانع التقطير. و«سابا باشا» نسبة إلي سابا باشا أول مدير مصري للبوسطة الخديوية ثم تم تعيينه بعدذلك وزيرا للمالية. وتختلف قصة سموحة نوعا ما إذ أنه في عام 1924 جفت بحيرة الحضرة والتي كان أسمها أصلا ملاحة رجب باشا جد السفير حسن رجب وقام بتجفيفها جوزيف سموحة وهو يهودي عراقي جاء إلى مصر ليتاجر في الأقمشة . فى الوقت الذى اشتقت الأزاريطة من الكلمة الإيطالية لإزاريتا أي الكارنتينا حيث كانت مقامة تلك المنطقة للحجر الصحي للقادمين من الشرق . والمنشية هى اصطلاح يطلق علي المنطقة الرئيسية بالمدينة أو القرية أو المركزالتجاري بها، وقد أطلق هذا الاسم علي هذا الحي حيث كان هو مركز النشاط التجاري ووجود دور القنصليات علي جانبي المكان. أما «كوم الشقافة» فالشقافة من شقفات الفخار المكسورة والتي كانت منتشرة علي هذا التل وهي مكان قرية «راكوتس» أصل الإسكندرية . و«الورديان» نظرا لأن الجمارك كانت في أيدي الأنجليز فقد كانوا يطلقون علي المخازن وارد وتطورت إلي ورديان . أما «محرم بك» فكانت نسبة إلي محرم بك زوج تفيدة هانم ابنة محمد علي وكان حاكما للجيزة ثم ااسكندرية ثم قائدا للأسطول المصري 1826م، وجاءت «المكس» من المكوس أي الجمارك وكانت تحصل في هذه المنطقة للبضائع الواردة من الغرب . وباكوس نسبة إلي الإله باخوس إله الخمر عند الأغريق وهناك رأي آخر أن الاسم منسوب إلي أحد الأجانب وأسمه باكوس . و«للحضرة» روايتان، الروايه الأولي أنها منطقة للهو والمتعة وتقام فيها المسابقات كل 5 سنوات واستمر هذا التقليد حتي أيام العرب فأطلق عليها اسم الحضرة ومعناها باللغة العربية مكان الحضور والاجتماع . أما رأس التين فكانت نسبة لحقول التين والتي يشتهر الساحل الشمالي به. فى حين جاء ذكر اسم العجمى لأول مره فى مذكرات رحاله إنجليزى أسمه فورستر ، وكانت توجد للفرس قلعة قديمة كان السكان المحليين يسمونها «قلعة العجم» الفرس ومنها جاءت كلمة العجمى أما الرواية الثانية فنسبة إلي الشيخ محمد العجمي . وتعود قصة تسمية المندرة الى انه عندما اشتري الخديوى عباس حلمي الثاني منطقة قصر المندرة أقام في مندرة أي حجرة عالية عن سطح الارض للإشراف علي اصلاحها وتمهيدها. فى الوقت الذى سميت فيكتوريا بهذا الاسم نسبة إلي أنها كانت موقعا لفيكتوريا كوليدج علما بأن هذه الكلية بنيت أساسا في الأزاريطة سنة 1901م في عهد الملكة فيكتوريا ثم انتقلت إلي موقعها الحالي عام 1904 . وحملت أبو قير لقبها نسبة إلي الأب «كير» وهو قديس مسيحي ولد بالاسكندرية في النصفالأخير من القرن الثالث الميلادي. أما القباري فتنتسب إلي الشيخ الزاهد «أبي القاسم القباري» المالكي السكندري والمعاصر للدولتين الأيوبية والمملوكية. وحي الشاطبي ينتسب إلي الشيخ « أبي عبد الله الشاطبي « المتوفي عام672 هجريا والمسمي بالشاطبي نسبه إلي مدينه « شاطبة « بالأندلس حيث ولد ثم نزح الي دمشق ومنها إلي الاسكندرية وقد اشتهر بالتدين والورع وكان الظاهر بيبرس يتبارك بزيارته . وسيدي جابر ، وهو جابر بن أسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري ويتصل نسبه بسعد بن عبادة سيد الخزرج.