حي باكوس هو حي شعبي بالإسكندرية كان يعتقد أن تسميته ترجع إلي باخوس إله الخمر عند الإغريق الذين كانوا يسكنون المنطقة بكثرة. في حين يقول آخرون أن محطة باكوس ومحطة شوتس ينسب اسمهما إلي الشخصين اللذين قاما بمد شريط ترام الإسكندرية من محطة الرمل والأزاريطة. ليصل في نهايته إلي فيكتوريا, بينما يؤكد البعض أن الخواجة باكوس كان سمسارا في تجارة القطن في المدينة. وكان حي باكوس في السابق به كثير من الجاليات الأرمينية واليونانية, إلا أن التقدم العمراني واختلاف التركيبةالسكانية وثورة1952 محت الكثير من معالمه فحلت العمارات محل القصور كما هجرته الجاليات الأجنبية, وهذا الحي يعد أحد أقدم أحياء المدينة ومن معالمه المميزة البيت الذي ولد به الرئيس جمال عبد الناصر والذي تحول إلي متحف كما أن به أشهر سوق بالإسكندرية لتجارة الخضراوات والفاكهة والأسماك. وبينما احتار الكثيرون حول أصل تسمية حي باكوس تؤكد الوثيقة التي بين أيدينا أن أصل تسمية المنطقة ترجع الي الخواجة باخوس مالك أطيان بالرملة والمندرة بالإسكندرية الذي أرسل إلي نوبار باشا رئيس مجلس النظار رئيس الوزراء خطابا بتاريخ3 نوفمبر1884 يشكو فيه ضخامة العوايد المطلوبة عن نخيله الذي تم تعداده بالزياده عن أصله أو كما قال في عريضته: لي أبعدية أرض زراعية بجهة الرملة وأراضي آخري بجهة المندرة منزرع فيها نخيل جيد وغير جيد, وقد أجرت محافظة الإسكندرية تعدادا في غيابي للنخيل بالزيادة عن العدد الحقيقي وأضافت علي اسمي نخيل زياده, فأخبرت عمر باشا لطفي المحافظ بهذا التعدي فحضر عندي محمد صوكا أفندي مندوب المحافظة وأخبرني بدفع عوايد النخيل حسب تعدادها السابق ولم يقبل مني ملحوظاتي بل هددني بضبط مواشي وأدوات زراعتي, ولذا بادرت بعرض الأمر علي دولتكم راجيا التحقيق ومعاملتي كباقي المالكين الأوروباويين المجاورين, علما باني لم أتأخر عن دفع العوايد بشرط أن تكون حسب العدالة والإنصاف. وبالفعل حول نوبار باشا الشكوي الي ناظر المالية بتاريخ10 نوفمبر للتحقيق فيها والإفادة, أي بعد7 أيام من وصولها إليه.. ومن هذه الوثيقة يتبين أن الحكومة كانت تقوم بفرض ضرائب علي المزروعات والنخيل وأن منطقتي الرمل والمندرة كانتا أراضي زراعية في الأساس قبل أن يمتد إليهما الزحف العمراني وأن أغلب المستثمرين في هذه المناطق التي كانت نائية كانوا من الأجانب والأوروباويين.