فى إطار الجهود الحكومية لإعادة الانضباط للشارع المصرى تم نقل عدد كبير من الباعة الجائلين الى جراج الترجمان فى خطوة مهمة لاسترجاع هيبة الدولة بين ترحيب المواطنين واعتراض من بعض الباعة. وقد واصلت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة إجراءات تسكين نحو 500 بائع متجول ضمن المرحلة الأولى على أن يتم استكمال تسكين الباعة الباقين خلال الأيام المقبلة، »الأهرام« تجولت وسط الباعة فى الترجمان لرصد الوضع على أرض الواقع. يرى محمد ابراهيم دبلوم صنايع، ويعمل فى بيع الملابس أن الدولة لابد أن تساعد فى إيجاد فرص للعمل حتى لا يندفع الشباب الى الانحراف والسرقة قائلا : »كنا فى الماضى نفترش الشوارع لنعرض منتجاتنا، فلا يوجد مكان بديل ومعظم إيجارات المحال عالية الثمن فماذا نفعل؟«. ويضيف : كانت الشرطة فيما مضى تطاردنا وكأننا لصوص والآن بعد توفير المكان الجديد، نحتاج دعم الحكومة لنا حتى نعيش كبقية المواطنين، فلابد من مراعاة ظروفنا المعيشية، خاصة مع انخفاض مبيعاتنا بشكل ملحوظ فى مكاننا المؤقت بالترجمان. بينما يقول صابر عبد التواب فى معظم بلاد العالم يتم تخصيص أسواق كبيرة ومفتوحة وبايجارات رخيصة للباعة الجائلين لكننا نعانى من البلدية والمرافق وندفع لكل من هب ودب حتى نبيع بعشرة جنيهات فى اليوم الواحد، وعن قرار النقل الى جراج الترجمان يقول: أنا موافق عليه ولكن لابد من تقليص قيمة الإيجار الشهرى لأن المواطنين لن يعرفوا أماكننا بسهولة. وسنستغرق فترة طويلة حتى نصل الى معدلات البيع السابقة. سعيد مسعد بائع حاصل على ليسانس آداب يقول »يوجد حالة من الاستهتار والاستهانة فى التعامل معنا من جانب الدولة، فنحن أشخاص محترمون ومعظمنا يحمل مؤهلات متوسطة وعالية، وقرار النقل سيضر بنا جميعاً، وسيؤدى الى خسائر مادية أولاً لبعد المكان وعدم صلاحيته للبيع والشراء، ولا يتيح لنا فرصة حقيقية لكسب رزقنا«. ويقول ياسر رزق »معظم الباعة الجائلين رفضوا الانتقال الى المقر الجديد فى جراج الترجمان باعتبار أن المكان غير مناسب للبائعين، مشيراً الى أن معظم البائعين الذين توافدوا على مقر جراج الترجمان غير مسجلين بكشوف النقابة ومحافظة القاهرة. ويؤكد أنهم لم ولن يقفوا فى وجه الشرطة أو مصلحة الدولة ولم يريدوا يوماً الفوضي، ويضيف: المشكلة ليست فى القاهرة فقط وإنما باقى المحافظات فنحن أكثر من مليون بائع متجول فى مصر وليس لدينا أى مانع من الانتقال إلى سوق واحد يضمنا جميعاً ويستوعب كل أعدادنا ولكن يجب أن يكون السوق مهيأ لمزاولة نشاطنا.