في الوقت الذي تسارعت فيه ردود الفعل الدولية علي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول بإدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد, شهدت مدينة حمص معقل الاحتجاجات أعنف موجة قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون و ذلك منذ بدء العمليات العسكرية في حمص قبل أسبوعين علي الاحياء السكنية والمنازل والأبنية. وخرج آلاف السوريين في مسيرات بعدد من المدن السورية من بينها درعا وحلب حماة وريف دمشق للمطالبة برحيل الأسد في جمعة جديدة باسم دعم المقاومة الشعبية دعا إليها ناشطون سياسيون عبر موقع الثورة السورية. ووصف هادي العبد الله المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هجمات قوات الجيش الحكومي السوري علي أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة في حمص بانها الاعنف منذ بدء عمليات الجيش في هذه الاحياء. وقال العبدالله لراديو سوا إن قوات الجيش النظامي تقصف الاحياء السكنية بمعدل4 قذائف كل دقيقة وسط تحليق كثيف للطيران الحربي, مشيرا إلي أنه لا يمكن تقدير عدد الضحايا بسبب شدة القصف. ونقل ناشطون سوريون لهيئة الإذاعة البريطانية' بي بي سي' أن قوات الجيش السوري استأنفت قصفها لحي بابا عمرو بمدينة حمص,' وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أنحاء مختلفة من المدينة, كما سمعت أصوات انفجارات قوية في حي بابا عمرو والخالدية والبياضة, في حين حلق الطيران فوق أحياء المدينة'. وجاء هذا التصعيد من جانب قوات الأسد بعد ساعات من موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة علي قرار يدين العنف في سوريا, ويطالب الحكومة السورية بإنهاء هجماتها علي المدنيين, كما يدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية والداعي إلي تسهيل عملية انتقال سياسي للسلطة في سوريا حسب جدول زمني محدد, وتعيين مبعوث خاص له إلي سوريا. وقال الناشط السوري عمر الحمصي لوكالة الأنباء الألمانية إن المباني تنهار تحت وطأة القصف العنيف في أحياء بابا عمرو والخالدية بحمص'. وللمرة الأولي تقصف القوات الحكومية المناطق المضطربة في مدينة حلب, التي كانت مسرحا في الآونة الاخيرة لاحتجاجات عارمة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وعلي الصعيد العربي والدولي, حظي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة- والذي كان مشابها لمشروع القرار الذي عارضته روسيا والصين أخيرا- بترحيب دولي وعربي واسع. وأكد نائب مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة السفير أسامة عبد الخالق- من جانبه- أولوية الحل العربي للأزمة السورية, وشدد علي رفض مصر التدخل العسكري في سوريا وأهمية المحافظة علي وحدة وسيادة الأراضي السورية. وقال إن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من العمل الدبلوماسي,لتفعيل مضمون القرار, مشيرا الي أنه سيتم تسمية المبعوث العربي الي سوريا قريبا. وبدوره, أعلن الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أنه علي الرغم من إدانة قرار الاممالمتحدة بقوة للأوضاع في سوريا فإن مصر قد حرصت علي' التأكيد في أولي فقراته علي التزام المنظمة الدولية التام بسيادة واستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية' وفي فرنسا التي رحبت رسميا بقرار الجمعية العامة, بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بقصر الاليزية حزمة من الملفات الاقليمية والدولية وعلي المستوي الدولي تركز المناقشات علي الوضعيين المتأزمين في سوريا وايران. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن القرار خطوة جديدة في الطريق من أجل وقف القتل واستشهاد أبناء الشعب السوري, مشيرا إلي أن بلاده وبالتعاون مع الشركاء تقوم بكافة الجهود وعلي كافة الأصعدة لضمان تطبيق هذا القرار الأممي'.وأوضح أن اجتماع' أصدقاء سوريا' المقرر في تونس قريبا سيتطرق إلي هذا الأمر. وأضاف جوبيه أنه منذ11 شهرا تقمع التطلعات الشرعية للشعب السوري بالدماء.. واليوم المجتمع الدولي يلزم نظام دمشق بوقف المجازر واحترام الالتزامات الدولية الإنسانية وتطبيق خطة الانتقال السياسي التي طرحتها الجامعة العربية. وفي السياق نفسه, أعلن المتحدث بأسم الخارجية النمساوية شالن برج أن البرلمان الأوروبي صوت علي قرار سحب سفراء الدول الاوروبية من سوريا وتجميد العلاقات الدبلوماسية مع السفراء السوريين في الاتحاد الأوروبي. ودعا النواب الأوروبيون إلي فرض المزيد من العقوبات علي النظام السوري وحثوا الاتحاد الأوروبي علي زيادة دعمها السياسي والتقني والإنسانية للمعارضة السورية وتعزيز التواصل معها. وفي سياق مقابل, أعرب نيكولاي باتروشيف أمين عام مجلس الامن القومي الروسي عن قلق بلاده إزاء التهديد المتزايد الذي يمثله الارهاب الدولي اثر المواقف المتأزمة في كل من سوريا وايران ومايترتب علي ذلك من تعريض أمن روسيا للخطر. ومن جانبه, انتقد سفير ايران لدي الاممالمتحدة قرار الجمعيةالعامة بإدانة سوريا, وقال انه لن يسهم في استعادة السلام والامن هناك. وقال السفير محمد خزاعي خلال اجتماع الجمعية العامة أن اي محاولة للتدخل في شئون سوريا الداخلية, لن تؤدي الا الي تعميق الازمة السياسية والاجتماعية. واضاف في تصريحات اوردتها قناة' برس تي في' الايرانية ان استمرار الفوضي في سورية من شأنه أن يؤدي الي عدم الاستقرار في الشرق الاوسط. فرنسا- نجاة عبد النعيم- فيينا- مصفي عبدالله- دمشق- عواصم- وكالات الأنباء: