جافريلو برينسيب البوسني- صربي الذي أشعل الحرب العالمية الأولى باغتياله للأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته صوفيا في سراييفو في 28 يونيو 1914، كان طالبا لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره. كان برينسيب قوميا يوغوسلافيا ينتمي لحركة البوسنه الشابة التي تشكلت من الصرب والبوسنيين والكروات .. وقد قال خلال محاكمته " أنا قومي يوغوسلافي أهدف إلى توحيد يوغوسلافيا ، ولا يهمني شكل الدولة لكنها يجب أن تكون متحررة من النمسا" ولد جافريلو برينسيب في يوليو 1894 لأسرة فقيرة لها تسعة من الأبناء مات ستة منهم في الطفولة. وقد أطلق هذا الاسم عليه قسيس صربي أرثوذكسي أصر على أن يسمي ذلك الطفل عليل الصحة على اسم الملاك "جبريل" الذي أنقذه من الموت كان والدا جافريلو ، بيتر وماريا ، مزارعين فقيرين من سلالة أسرة عاشت في شمال غرب الوسنة لمئات السنين واعتنقت الأرثوذكسية المسيحية. وكان بيتر والده يصر على الكمال الأخلاقي فلا يقسم ولا يلعن ولا يشرب الكحول ، حتى أنه كان مثار سخرية جيرانه لذلك. وقد شارك بيتر في ثورة الهرسك ضد الامبراطورية العثمانية.. ورغم معارضة والده ، التحق جافريلو بالمدرسة الابتدائية في سن التاسعة ، عام 1903. وبعد أن تغلب على مصاعب السنة الأولى استكمل دراسته بتفوق . وفي الثالثة عشرة من عمره انتقل مع شقيقه الي سراييفو للالتحاق بالمدرسة العسكرية النمساويه . لكنه عندما وصل سراييفو نصحه صديق لأخيه الا يصبح جلادا لشعبه فالتحق بمدرسة التجارة. وفي 1912 تم طرد جافريلو من المدرسة لتورطه في المظاهرات ضد السلطات النمساوية- الهنجارية، فانطلق إلى بلجراد والتي كانت تقع على بعد 280 كيلومترا من بلدته - سيرا على الأقدام وهناك تطوع في الميليشيات الصربية التي كانت تحارب ضد الأتراك ، بقيادة فوجين تانكوسيتش الذي كان عضوا في جماعة "اليد السوداء" (أقوى جماعة سرية في صربيا آنذاك ) . لكن جافريلو حرم من الالتحاق بالجماعة لضآلة جسمه وضعف بنيته، فعاد كسيرا إلى البوسنة لكنه ظل يتنقل فيما بعد بين البوسنة وبين بلجراد ، حيث نجح في الالتحاق بمعسكر للتدريب على الأسلحة. فتدرب على استخدام القنابل والنصال. وفي عام 1913 وبينما كان في سراييفو ، أعلنت السلطات النمساوية حالة الطوارئ، وفرضت الأحكام العرفية، واستولت على المدارس وحظرت عددا من الجمعيات الصربية. وفي 28 يونيو 1914، دعا حاكم البوسنة والهرسك الأرشدوق فرانز فردينياند ولي عهد النمسا والدوقة صوفيا لافتتاح مستشفى . وكان الأرشيدوق يدرك أن الزيارة مخاطرة، فقد كان عمه الإمبراطور فرانز جوزيف قد تعرض لمحاولة اغتيال على يد جماعة اليد السوداء في 1911. وفي العاشرة صباحا وصل الزوجان الملكيان في قطار الى سراييفو ثم استقلا سيارة مكشوفة إلى المدينة ، حيث كان ستة من الشباب ينتظرون على الطريق قام أحدهم وهو نيديليكو كابرينوفيتش ، 19 عاما ، بإلقاء قنبلة يدوية على السيارة لكنها تأخرت 10 ثوان في الانفجار ، فأخطأت هدفها ، وأصابت عددا من الجماهير المحتشدة.فابتلع كابرينوفيتش قرصا من مادة السيانيد السامه، والقى بنفسه في نهر ميلياكا ليتأكد من موته.. لكن السيانيد كان منتهى الصلاحيه فلم يقتله، وسرعان ما تم القاء القبض عليه. بعدها بقليل قرر الأرشيدوق أن يذهب إلى المستشفى لزيارة مصابي الحادث، وفي الطريق كان جافريلو يقف بالقرب من مقهى على الطريق واستغل فرصة إبطاء السيارة وأخرج مسدسه وأطلق رصاصتين على السيارة من مسافة قريبة ليصيب الأرشيدوق وزوجته في مقتل. حاول جافريلو الانتحار بالسيانيد أولا، ثم بالرصاص ، لكنه فشل وحكم عليه بالسجن عشرين عاما لأنه كان أقل من عشرين سنه فلم يمكن الحكم عليه بالإعدام وفق القانون آنذاك.. ليقضي في السجن ثلاث سنوات وعشرة شهور قبل أن يموت بسبب مرض السل وسوء التغذية في 28 ابريل 1918 اي فغي العالم الذي انتهت فيح الحرب العالمية الاولى والتي اشتعلت بسب رصاصتيه.