اتخذت إسرائيل بالفعل قرار شن هجومها المرتقب علي إيران.. بعد أن اتهمت النظام الإيراني بالضلوع في التفجيرات التي وقعت في سفاراتها في كل من الهند وجورجيا ثم تايلاند. وعلي الفور أي بعد دقائق من حدوث التفجيرات ودون انتظار لمعلومات أو تحقيقات تلك الدول في أسباب التفجيرات اتهم نيتانياهو ووزير دفاعه باراك إيران وحزب الله بالعمل علي تدمير إسرائيل وحياة الإسرائيليين.. وهو ما يثير شكوكا قوية بشأن احتمال قيام جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بتدبير تلك الهجمات لاتخاذها ذريعة لمهاجمة إيران وتدمير قدراتها النووية التي تسبب لتل أبيب رعبا لا تخفيه إسرائيل أو قادتها. وهذه هي ليست المرة الأولي التي يقوم فيها الموساد بمثل تلك الأعمال القذرة, من المحتمل طبعا أن تكون إيران تسعي للانتقام من اغتيال الموساد للعديد من علماء إيران النوويين داخل إيران نفسها أو حتي خارجها كما فعلت إسرائيل مع العديد من العلماء المصريين والعراقيين من قبل. غير أن التصعيد الإسرائيلي المتعمد ضد إيران وتسارع وتيرة الجدل حول الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد قدرات إيران النووية يعزز أن الشكوك حول ضلوع الموساد في التفجيرات عن عمد, ويضع المنطقة التي تواجه تطورات غير مسبوقة علي حافة الحرب في كل اتجاه, حتي أصبحت منطقة الخليج العربي التي تعد مستودع العالم للنفط والغاز علي وشك الاشتعال, فهي واقعة بين شقي الرحي.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني من ناحية.. والتهديد الإيراني ضد السعودية ودول الخليج الأخري من الناحية الأخري. فقد ارتفعت حدة الاتهامات والتهديدات من جانب طهران لدول الخليج, خاصة السعودية خلال الأيام القليلة الماضية بصورة غير مسبوقة وتنذر باحتمال وقوع حرب وشيكة بين الجانبين. فإيران لا تريد أن تعاني من الحصار الدولي والعقوبات ضدها ولسان حالها يردد مقولة شمشون علي وعلي أعدائي ليكون الجميع ضحايا هدم المعبد. ويبدو أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تدفعان باتجاه اشعال الحرب في تلك المنطقة لأسباب كثيرة بعضها ظاهر والآخر خفي!. إذ لا يمكن أن تتجاهل كشف واشنطن قبل شهور عن محاولة اغتيال السفير السعودي لدي الولاياتالمتحدة واتهامها عناصر إيرانية حكومية بالتورط.. وهو الأمر الذي دفع بالرياض إلي تصعيد وتسخين الموقف فهل ترغب الولاياتالمتحدة, في اقحام السعودية في مواجهة مع إيران.. وإقناع الرياض بتمويل أي جهد لتحجيم النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة حتي ولو أدي إلي نشوب حرب, خاصة أن العلاقات السعودية الايرانية تشهد أخطر مراحلها حاليا بسبب سوريا, فالرياض تقف بكل قوتها من أجل وقف مذابح نظام الأسد ضد الشعب ولا تخفي رغبتها في إزاحة النظام السوري, في حين تقف طهران علي الطرف الآخر وتدعم بكل قوتها بقاء نظام الأسد. فهل سوف يشهد العام الحالي حرب خليج جديدة؟ المزيد من أعمدة منصور أبو العزم