علي مدي ثلاث سنوات متصلة لم تتمكن محافظة القاهرة من حل مشكلة القمامة في شوارع المحروسة بعد أن اختفت معظم صناديق تجميعها. وأصبح من المعتاد أن نري أكوام وتلال القاذورات معظم ساعات النهار إما علي الأرصفة أو علي جانبي الطريق, ومما زاد الطين بلة تلك المشاهد التي نري من خلالها جامعي القمامة يلوثون بها ثيابهم, ويحملونها بأيديهم في مظهر من مظاهر التخلف الذي يندي له الجبين. ويبدو أن المسئولين في المحافظة والأحياء التابعة اتخذوا من يأس المواطنين وتوقف شكواهم ذريعة للتقاعس عن تحريك المشكلة, ووجدوا في إعتيادهم رؤية الشوارع في أسوا حالاتها, وتعايشهم مع الروائح التي تزكم الأنوف مخرجا سهلا للتباطؤ في وأد كل الحلول المطروحة علي الطاولة, وإلا لماذا وصلنا إلي المرحلة المتدنية من النظافة التي لم تشهدها قاهرة المعز منذ أن أنشأها جوهر الصقلي في العصر الفاطمي ؟. وأين الوعود المتكررة لمحافظي القاهرة خلال هذه الفترة التي كانت تبشر بحل المشكلة بعد أن ارتضينا سداد رسوم أطلقوا عليها رسوم النظافة, لتمويل مشروعات وصفوها بالوردية, واتضح لنا فيما بعد أنها مشروعات وهمية؟. إن استمرار الوضع المزري الذي وصلت إليه شوارع القاهرة بلا استثناء, هو دليل وبرهان علي عدم جدية المسئولين أو اهتمامهم بحل مشكلة النظافة, وأخشي ما أخشاه أن تكون المحافظة والأحياء التابعة لها قد تبنت سياسة تراهن علي اعتياد المواطنين علي رؤية تلال القاذروات والتعايش معها لسنوات طويلة. فؤاد علي الطير لواء مهندس متقاعد