مدينة «إدكو» التى كانت تُسمى قديما «مدينة النجوم» بدأت مؤخرا فى تصحيح أوضاعها البيئية بعد أن عانت طويلا من تلوثها بالغاز الطبيعى الذى اكتشف بكميات وفيرة بالقرب من شواطئها، فأقيمت مشروعات لاستخراجه وتصنيعه، وتأثرت البيئة الزراعية والبحرية بهذا النشاط الصناعي، وأُجهضت المشروعات السياحية.. لكنها تسعى حاليا للتعافى بالاستثمار السياحى لمائتى فدان تبقت لها على الساحل، وذلك بعد استقطاع 1200 فدان من ساحلها لمشروع الغاز. «إدكو» هى إحدى أهم مدن محافظة البحيرة التى عانت كثيرا من الإهمال، تقع بين شاطئ البحر المتوسط شمالا وبحيرة إدكو جنوبا ومدينة رشيد شرقا ومحافظة الإسكندرية غربا. ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، ويعمل أكثر من 5 آلاف نسمة من سكانها فى الصيد، كما تشتهر بالزراعة، وأكثر من 200 مصنع نسيج. بدأت المتاعب البيئية للمدينة مع اكتشاف الغاز بالقرب من شواطئها سنة 2000، فتأثرت البيئة الزراعية والبحرية بها، من النشاط الصناعى الذى نشأ، لا سيما أنها المنفذ الوحيد إلى البحر لمحافظة البحيرة.
نباتات وطيور ومؤخرا تم اكتشاف خمس آبار أخرى للغاز على الساحل المقابل لمدينة إدكو من خلال إحدى الشركات الأجنبية لكن المواطنين اعترضوا مطالبين بتخصيص المائتى فدان الباقية على الشاطئ للشركة، واستمسكوا بقرار جهاز شئون البيئة الذى سجل فى تقريره أنها أرض بها نباتات برية وطيور وطابية النوة الأثرية، وبجوارها شاطئ به مراكب للصيادين. وسجل التقرير أيضا أن المنطقة الساحلية لمدينة إدكو صالحة لتكاثر الأسماك، وأنه نظرا لوجود مشروعات عملاقة مجاورة على الشاطئ فسيؤثر ذلك على الثروة السمكية بالمنطقة. وخلصت اللجنة إلى رفض المشروع نظرا لأن موقعه هو ما تبقى من شاطئ إدكو، وهو المتنفس الوحيد على ساحل البحر لأهالى إدكو.. كما أن الكتلة السكنية تقع جنوبا للموقع فى مواجهة الرياح، وسيتأثر بها سكان المدينة . مخطط تنموى يقول المهندس مصطفى هدهود محافظ البحيرة إنه تم وضع مخطط للحفاظ على حقوق المواطنين البيئية والسياحية مع عدم إهدار فرص التنمية والاستثمار، خاصة أن الشركة العاملة فى استخراج الغاز واحدة من الشركات العالمية الكبرى فى مجال صناعة البترول والغاز الطبيعى، وقد نجحت فى اكتشاف خمسة آبار لإنتاج الغاز الذى يقدر ب 250 مليون متر مكعب. ويضيف: كان من المخطط إنشاء موقع الشركة فى إدكو على شاطئ البحر الأبيض فى مواجهة المدينة لكن نظرا لرفض بعض المواطنين لذلك تم إيقاف الموقع المقترح لإنشاء مجمع بترو كيماويات على ساحل البحر المتوسط لمدينة إدكو بالرغم من اكتشاف الآبار، وكان من المخطط بدء الإنتاج خلال عام 2011 ، لكن نظرا لهذا الوضع تم إيقاف العمل به. ويتابع المحافظ أنه بناء على التنسيق بين وزارة البترول ومحافظة البحيرة تم تخصيص أرض أخرى على طريق الشركات بين مدينة رشيد ومدينة إدكو لإنشاء المصانع المطلوبة لهذه الشركة. ونتيجة نجاح وزير البترول ورئيس الشركة القابضة للغاز -يواصل المحافظ حديثه- رجعت الشركة مرة أخرى للعمل، وتم الاتفاق على استغلال إمكانات شركتى البرلس ورشيد المتواجدتين فى الموقع نفسه من ضخ الغاز إلى خطوطهم كمرحلة أولى حتى تتمكن الدولة من استغلال الغاز لصالحها فى المجالات المختلفة. وفى الختام يؤكد المهندس مصطفى هدهود أنه يجرى الآن إعداد مخطط تنموى لتنشيط الساحل سياحيا، حتى تتبوأ إدكو مكانة متميزة فى السياحة الداخلية، وتحقيق عائد مادي، وإحداث تنمية شاملة تعود ثمارها على المواطنين.