كعادتنا كل عام ذهبت اسرتى وبعض الاصدقاء الى احدى المدن الساحلية.. وكروتين يومى كنا نجتمع سويا فى الذهاب الى الشواطئ او التنزهة مساء.. استرعى انتباهنا جميعا تصرف احد الاصدقاء مع ابنه، فبعيدا عن التدليل المفسد المبالغ من الاب لابنه وان طلباته أوامر عكس ابنائه الاخرين .. واستنكار الجميع لتصرفات الولد..إلا ان هذا السلوك الجديد فاجأنا. فقد طلب الولد من والده أن يركب إحدى الالعاب المائية وهى غير باهظة الثمن بالنسبة للمستوى المادى للاب وكالمعتاد لم يستطع الأب أن يرفض له طلبا ولكنه فى نفس الوقت لم يرغب في دفع المبلغ المطلوب للعبة فقام هو وابنه ووقفا بجوارمن يقومون بتشغيل اللعبة وتعرف عليهم وحاول مصاحبتهم وجعل ابنه يقف بجوارهم طوال اليوم حتى يرق له قلبهم او يحاولوا التخلص من شقاوته فيجعلوه يركب دون مقابل وهذا ما حدث بالفعل . وقد تضايقت جدا من هذا التصرف الاستغلالى وهل هذا يعتبر اسلوب لتربية الطفل ان اشجعه ليقوم بتصرفات تضايق من حوله حتى ينفذون له طلبه ولا ادفع مقابل ما اخذ. وعندما اعترضت انا ومن معى على هذا التصرف كان رد الاب"ولم لا ..بما انى استطيع ان احصل على الشئ دون مقابل فلماذا لا افعل" بالرغم من انه ميسور الحال ويدفع لاشياء غير ذى قيمة . وتكرر التصرف فى المساء مع ركوب العجل فبدلا من استئجار عجله لابنه وانتظار دوره ، قام الاب بانزال طفل صغير من على عجلته حتى يركب ابنه مبررا هذا بانه يعلم الطفل ركوب العجل وطبعا هذا غير صحيح لأن الطفل ذهب باكيا لأهله وهو اخذ العجلة بالمجان مرة اخرى. هل هذه التصرفات تعتبر شطارة او فهلوة كما اسماها الاب ان احصل على الشئ دون مقابل حتى ولو بالتحايل، طبعا لا فانا ارفض هذان التصرفان لانهما يعتبرا استغلال. فى النهاية اريد ان اوصل تحذيرا لهذا الاب بانه عندما يكبر ابنه ويراه شخص سئ الخلق (واول من يخطئ فى حقه سيكون هو) فلا يلومن إلا نفسه ويتذكر كيف قام بتربيته حتى أصبح هذا الشخص غير السوى. ان تربية الاولاد على القيم والاخلاق الحميدة التى امرنا بها النبى صل الله عليه وسلم مثل من يزرع ارض وينتظر حصادها فما نغرسه فيهم الان سنراه من تصرافتهم معنا عند كبر سننا فيكونوا خير عون لنا ولانفسهم ولمجتمعهم. لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان