تبدأ اليوم فى واشنطن القمة الأمريكية الأفريقية وسط اجراءات أمنية مشددة تشهدها العاصمة الأمريكية وتعيشها على مدى أيام القمة، وتعدالتحديات الاقتصادية للقارة وقضاياها الأمنية على قائمة الأولويات المطروحة للنقاش والتشاور بين القيادات الأمريكية ونظرائهم الأفارقة. حيث تبدى واشنطن اهتماما بالغا بتنظيم هذه القمة وإنجاحها لكى تؤكد تعاونها ومشاركتها فى تحقيق تطلعات القارة السمراء و ضمان تواجدها بشكل أكثر فاعلية وتأثيرا. وجاءت أخبار انتشار وباء “إيبولا” لتلقى بظلال قاتمة على أجواء القمة قبل إنعقادها، مما دفع رئيس كل من ليبيريا وسيراليون، وهما من الدول الثلاثة التى أصابها “إيبولا” إلى إلغاء حضورهما للقمة. نحن نريد أن نتعاون إقتصاديا مع شعوب القارة”.. قالها أوباما فى لقائه مؤخرا مع الصحفيين ذاكرا بأن الولاياتالمتحدة لم تعد تكتفى بتقديم المساعدات لدول فى القارة من أجل مواجهة سوء التغذية أو إنتشار الإيدز. وقال أيضا:”نحن نعتقد بأننا نستطيع أن نوفر وظائف للأمريكيين وأن نقوم بتصدير منتجات أمريكية لأفريقيا،وذكر المحللون أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يسعى من خلال هذه القمة للقيام بخطوة تاريخية تسجل له فى أفريقيا. و من جانبه أكد السيناتور كريستوفر كوونز (ديمقراطى من ولاية ديلاور) الذى يرأس اللجنة الفرعية لشئون أفريقيا بمجلس الشيوخ «أعتقد أن التاريخ سوف يبين أن أفريقيا هى قارة الفرصة الكبرى فى هذا القرن». كما حرصت ليندا توماس جرينفيلد مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية على تأكيد أن القمة «ليست مؤتمرا للمانحين» وأن ما سيحدث فى الأيام المقبلة هو لقاءات وتشاورات وإتفاقات ما بين القيادات السياسية الأمريكية والأفريقية وأيضا ما بين رجال الأعمال وصناع القرار فى كل من الولاياتالمتحدة والدول الأفريقية. وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس للأمن القومي: «إن أفريقيا لها علاقات قوية أيضا مع مناطق ودول أخرى إلا أن الأنخراط الأمريكى مع أفريقيا مختلف تماما” وأضافت: “ نحن لا نرى أفريقيا كأنبوب لإستخراج الموارد الحيوية ولا كقمع لإيصال الأعمال الخيرية إليها.. ان القارة منطقة ديناميكية للفرص المفتوحة بلا حدود». والقمة كما شدد أكثر من مسئول أمريكى تعد حدثا تاريخيا هاما اذ يجتمع رئيس أمريكى ولأول مرة بقادة أفريقيا فى مؤتمر واحد، و بانعقادها فى هذا التوقيت تواجه تحديات كبرى ومنها استمرار انشغال الادارة الأمريكية بالأزمات المشتعلة على امتداد العالم ( ومنها بالطبع الأزمة فى غزة ) بالاضافة الى القيود الخاصة بالميزانية العامة لأمريكا. ولذلك لم يسع المسئولون الأمريكيون فى تصريحاتهم الى التهويل من نتائج القمة. كما أشاروا أيضا إلى أن القمة لن تسفر عنها تعهدات مالية براقة مثلما كان الأمر مع ما اعتاد اعلانه القادة الصينيون فى القمم الأفريقية فى بكين. وقائمة الدول التى لم يتم دعوة رؤسائها وقادتها لحضور القمة فى واشنطن تشمل جمهورية أفريقيا الوسطى (بسبب تعليق عضويتها فى الاتحاد الأفريقي) وأيضا اريتريا والسودان وزيمبابوى لوجود عقوبات أمريكية ودولية مطبقة عليها. ومن المقرر أن تناقش القمة الآفاق والفرص الاقتصادية التى تقدمها القارة للاستثمارات الأمريكية على أساس أن الطرفين فى إستطاعتهما أن يواجها معا قضايا الطاقة والامداد بالكهرباء وأيضا أن يتعاملا مع التهديدات الأمنية والحوكمة الديمقراطية فى دول القارة..فيما تعد ملفات الأمن ومواجهة الارهاب وتحقيق الاستقرار فى القارة لها نصيب خلال أيام القمة. وهناك جلسة مخصصة لهذا الملف تعقد يوم الأربعاء بالخارجية الأمريكية. وحسب ما تم الإعلان عنه فإن هناك نحو مائة من الفعاليات فى البرنامج الحافل والمقام على هامش القمة.. ويوم الثلاثاء سوف يخصص لقضايا الاقتصاد والأعمال. وهناك يوم مخصص لمناقشة قضايا التنمية التقليدية ومنها الأمن الغذائى والصحة وتمكين المرأة. ومن المرجح أن تشهد القمة الأمريكية-الأفريقية الإعلان عن حزمة من المشروعات الاستثمارية الأمريكية سوف يتم تنفيذها فى القارة.. وكانت بينى بريتزكر وزيرة التجارة الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضى أن 900 مليون دولار على الأقل من الصفقات قد يتم كشف النقاب عنها خلال أيام القمة. وفى تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” ذكر أنه على الرغم من تنامى اهتمام الشركات الكبرى بأفريقيا فإن القارة مازالت تواجه تحديات إقتصادية ضخمة ومنها أن 70 فى المائة من الأفريقيين ليس لديهم كهرباء، وقد تعهد أوباما بتقديم مساعدات وضمانات قروض تقدر ب 7 مليار دولار من خلال برنامج “طاقة أفريقيا” كما تقدم القطاع الخاص ب 14 مليار دولار اضافية.