يوجد فى مجتمعنا العديد من الجمعيات الخيرية لرعاية الايتام والمحافظة عليهم وكواحدة من ملايين الناس كنت اذهب لاحد هذه الملاجئ كى اتبرع للايتام واطمئن عليهم كل فترة حسب ما تسمح به ظروفى. وفى بداية شهر رمضان الكريم ذهبت كى اطمئن على الاطفال بعد غياب فترة عنهم لاعرف ان كانوا يحتاجون أي شيء فقابلت مديرة الملجأ - وهى سيدة محترمة - وعلامات الحزن علي وجهها فسألتها ماذا حدث أجابت أن الناس توقفت عن التبرع للملجأ فلم يجدوا ما يطعمون به الايتام حتى انها اقسمت ان الاطفال كلهم لم يأكلوا غير طبق صغير من الأرز ولم يسد جوعهم، حزنت جدا. وسألتها عن سبب عدم تبرع الناس قالت بسبب ظروف البلد اعتقد كثير من الناس ان جميع الملاجئ والجمعيات الخيرية تتبع جماعة الاخوان المسلمين فرفضوا المجئ والتبرع دون السؤال او الاستفسار ان كان هذا صحيح ام لا، ونتج عن هذا حرمان الاطفال من الطعام والملبس حتى مصاريف المدرسة لم يستطيعوا دفعها. حزنت جدا لهذه الاخبار السيئة وتسألت فى نفسى هل بعض الاعتقادات الخاطئة قد تصل بنا الى هذا الحد فلا نراعى الايتام ونتركهم بلا ماوى ولا مأكل ولاملبس،كيف ونحن شعب الكرم والعطف والاحسان نترك ما وصانا به الله عز وجل فى عدة مواضع فى القرآن فقد قال تعالى فى احداها (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) . كما وصانا رسول الله صل الله عليه وسلم قائلا : "انا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنه واشار باصبعيه السبابة والوسطى". كل هذا بسبب بعض الاشاعات التى ليس لها اساس من الصحة، فيجب علينا ان نتأكد اولا من صحة هذة الاشاعات قبل ان نوقف اى تبرعات للاطفال الايتام الذين ليس لهم ذنب فى ما يحدث فى المجتمع الان. بل هم اطفال ابرياء كتب عليهم اليتم يحتاجوا العطف عليهم والرفق والعناية بهم وباحتياجاتهم. فواجب علينا الحرص على الماوئ الآمن لهم حتى لا يصل الامر بهم الى التشرد فى الشوارع ويصبحوا ناقمين على المجتمع ككل. لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان