بعد فشل دعوات الاضراب والعصيان تباينت مجددا ردود الأفعال بين القوي العمالية مابين مؤكد للاستمرار في الاضراب ممثلا في القوي المستقلة, وآخرين يرون فشل دعاوي تعطيل الانتاج في مصر ممثلا في اتحاد العمال الرسمي. وأكد الدكتور فتحي فكري وزير القوي العاملة والهجرة أن عمال مصر كانوا علي مستوي المسئولية, وعلي مستوي الحدث وأعلنوا كلمتهم العليا لا للتخريب نعم للانتاج مؤكدا أن أمله في العمال تحقق واستطاعوا ان يحافظوا علي مكتسباتهم واستمروا في العمل والانتاج ولم ينساقوا خلف دعاوي التعطيل والتحريض. وطالب فكري العمال بمواصلة الانتاج خاصة ان مصر تحتاج اليوم سواعد أبنائها أكثر من أي وقت مضي لمضاعفة الانتاج. وقال كمال أبو عيطة رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة إن الدعوة التي تم اطلاقها أمس الاول كانت للاضراب وليست للعصيان والاضراب الناجح هو الذي يحقق مطالبه بغض النظر عن معدل الاستجابة, مشيرا إلي أن اضراب11 فبراير ومنذ انطلاق دعوته قد نجح في الضغط علي المسئولين, فتم تفريق أركان النظام السابق المحبوسين كما حصل أصحاب المعاشات علي علاوتهم كاملة. وأشار إلي أنه في ذهول من الحملة التي تتعرض لها القوي السياسية والعمالية الداعية للاضراب والتي تعتبر مبررة مؤكدا ان الاضراب وسيلة( سلمية) وشريفة ويعتبر أفضل ألف مرة من وسائل حمل السلاح والبارود وارهاب المواطنين وإشاعة الفوضي. وقال أبو عيطة ان الدافع وراء الاضراب والاعتصام استمرار تصدير الغاز للعدو الصهيوني, وعدم القصاص من قتلة الشهداء, وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بتحديد حد أقصي وأدني للاجور, مشيرا إلي أن جميع القوي الثورية علي استعداد للتوقف عن الاضراب والتظاهر إذا تم تلبية تلك المطالب الثورية والوطنية والنبيلة. وألمح أبو عيطة إلي أنهم بصدد اقامة دعوي قضائية في وجه كل من اتهم الداعين للاضراب بالاجرام أو التخريب, مطالبا بعض رجال الازهر بالابتعاد عن الخضوع للنظام أو السلطة. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عبدالظاهر رئيس الاتحاد العام لنقابات مصر فشل الاضراب والعصيان في وقف عجلة الانتاج في مصر والتي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية حيث ان الاتحاد شكل فرق عمل التقت مع العمال في المناطق الصناعية في أسوان ونجع حمادي والمحلة واقنعت العمال بعدم الانصياع وراء أي دعوات للإضراب. وقال ان مصر مرت هذه الأيام بفترة هي أحلك فترات الدهر وأشدها قسوة في ظروف يعلمها جميع أبناء الوطن, مشيرا إلي المواقف الغريبة التي يتخذها البعض. وأضاف أن الجميع مطالب أن يشارك في بناء مصر والاختلاف بشكل حضاري اذا دعت الضرورة إلي ذلك ولايتم التوقف عن بناء الوطن حتي يتم مواجهة الظروف الراهنة ويتم قطع الاصابع الخبيثة الآثمة ومسلسلها التخريبي في مصر سواء كانت أصابع داخلية أو خارجية, وأن يعمل المصريون جميعا لنجاح الثورة وتنهض مصر وينتشر الأمن والأمان وألا يشهر أحد سيفه في وجه اخيه. وطالب عبدالظاهر العمال بضبط النفس وعدم الانصياع للدعاوي الباطنة التي تحث علي الفوضي داخل المجتمع والاضرار بمصالحة الوطنية وهو ما يتعارض مع القيم وأخلاق الانسانية والأعراف السماوية السمحاء مطالبا الحركات السياسية والثوار الوطنين الوقوف أمام كل من تسول له نفسه الاضرار بمصالح الوطن. ومن جانبه اعترف كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية أن دعوة العصيان المدني لم تحقق النتائج المطلوبة لعدد من الاسباب أهمها عدم اكتمال القوي التنظيمية للجهات الداعية للعصيان وعامل الوقت الذي لم يكن في صالحنا وعدم التنسيق بين القوي الشبابية والعمالية والسياسية التي دعت إليه. وأشار عباس إلي أن هناك عوامل خارجية أسهمت في فشله, كان أهمها تسخير جميع آليات وأجهزة الدولة للهجوم علي فكرة العصيان والتي في حد ذاتها تعبير عن الرأي منتقدا مؤسسة الأزهر وجميع المؤسسات الدينية التي تم استخدامها لتجريم وتحريم العصيان بالرغم من أن وثيقة الأزهر كانت تشترط عدم تدخل الدين في السياسة كذلك منظومة الاعلام التي شبهت كل من يشارك في العصيان أو الإضراب بالخائن والعميل.