حذر علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني أمس دول الخليج العربي من أن إيران لن تغفر لهم مواصلة دعم المؤامرات الأمريكية ضدها, علي حد تعبيره. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن لاريجاني قوله إن طهران لن تغفر لدول منطقة الخليج وقوفها بجانب الرئيس العراقي صدام حسين ثم وقوفها إلي جانب مؤمرات واشنطن ضد الدولة الإيرانية, وتوعد بعواقب وخيمة في حالة دعم هذه الدول مؤمرات جديدة. وفي غضون ذلك, أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها أن المخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط ألقت بظلالها علي آفاق المنطقة التي احتفلت بمرور عام واحد علي سقوط القادة الديكتاتوريين وتصاعد مبدأ حكم الشعب وبزوغ نجم عصر جديد وواعد من الديمقراطية, مشيرة إلي أن هذه الحرب لم تتضح معالمها إلي هذه اللحظة. وسلطت الصحيفة الضوء علي ملامح الحروب التي قد تشهدها المنطقة في الفترة المقبلة, حيث ذكرت أن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز رفع من أسهم نشوب صراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران في منطقة الخليج, كما فتحت التهديدات الإسرائيلية بقصف منشآت طهران النووية الباب علي مصراعيه أمام احتمالات نشوب حرب إقليمية. وتابعت الصحيفة بالقول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق في المنطقة هو وجود شكوك ولو بسيطة بأن سوريا أصبحت علي أعتاب حرب أهلية, وهي الحرب التي من المحتمل أن تحمل تداعيات عميقة ومثيرة للقلق لما هو أبعد من الحدود السورية, مستشهدة بالوضع في مدينة حمص التي تشهد قصفا مكثفا نتج عنه مشاهد ملطخة بالدماء نقلتها شاشات التليفزيون ومقاطع الفيديو علي موقع يوتيوب. وأضافت أنه علي الرغم من أن أمر نشوب حرب واسعة النطاق ليس مؤكدا في كل الأحوال, فإن عام2012 يثبت فعليا أن الآمال والطموحات التي حملها العام السابق تسير في نفق مظلم, حيث تصطدم مطالب الشعوب بمزيد من الحريات بالأجندات المتنافسة للقوي الكبري في المنطقة الأكثر اضطرابا. وعقدت الصحيفة مقارنة بين الأوضاع في دول الربيع العربي, فقالت إن دول شمال أفريقيا الثلاث: مصر وتونس وليبيا- وإن واجهت بعض العثرات- تسير علي نهج بناء الديمقراطيات الجديدة التي قد تبدأ في أن تؤتي ثمارها بعد عام من الإطاحة بقادة الدول الثلاث. واستشهدت الصحيفة علي ما سبق بما نقلته عن مدير مركز كارنيجي بمنطقة الشرق الأوسط باول سالم, حيث أكد علي وجود مسارين مختلفين لدول المنطقة, فشمال أفريقيا يسير نحو المزيد من الديمقراطية, بينما تتجه دول لبنان وإسرائيل وسوريا والعراق إلي المجابهة والصراع الطائفي, وهو المسار الأشد ظلمة والأكثر كآبة بحسب تعبيره. من جهة أخري, أكدت مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أن النظام الإيراني يجر المنطقة إلي أزمة غير مسبوقة ولا يمكن تفاديها إلا بالتغيير الممكن في طهران.