رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مجموعة الأزمات التي تمرّ بها في الوقت الحالِي منطقة الشرق الأوسط واعتبرتها نذيرًا بحرب تبدو آثارها في الأفق القريب بعد مرور عام على الثورات العربية. ورأت الصحيفة في التقرير المطوَّل الذي أعدَّته أن التهديد الإيرانِي بإغلاق مضيق هرمز رفع من أسهم نشوب صراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران فى منطقة الخليج، كما فتحت التهديدات الإسرائيلية بقصف منشآت طهران النووية الباب على مصراعيه أمام احتمالات نشوب حرب إقليمية. وأضافت أنَّ مركز الأزمات فى الجزء الشرقي لمنطقة الشرق الأوسط يقبع حاليًا في سوريا، وهى الأكثر قابلية لحدوث الانفجار، فالثورة السورية بدأت قبل نحو عام بطابع سلمي لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد لكنها تحولت مؤخرًا إلى صراع واسع لفرض النفوذ. وقالت: إنّه بخلاف دول ليبيا وتونس ومصر التى ضمنت أوضاعها الإقليمية عدم خروج تبعات ثوراتها عن حدود كل منها، فإنّ سوريا تمثّل مركز ربط بين شبكة من الحلفاء الإستراتيجيين والمصالح الجيوسياسية والنزعات الدينية، وهي العوامل جميعها التى قد تتحكم فى دفع النظام هناك للسقوط. وتابعت الصحيفة بالقول: "إن الأمر الأكثر إثارة للقلق في المنطقة هو وجود شكوك ولو بسيطة بأن سوريا أصبحت على أعتاب حرب أهلية، وهي الحرب التى من المحتمل أن تحمل تداعيات عميقة ومثيرة للقلق لِمَا هو أبعد من الحدود السورية "، مستشهدة بالوضع في مدينة حمص التي تشهد قصفًا مكثفًا نتج عنه مشاهد ملطخة بالدماء نقلتها شاشات التليفزيون ومقاطع الفيديو على موقع يوتيوب. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيبارى قوله- في هذا السياق- "أن تغيير النظام فى سوريا له تأثير على فلسطين ولبنان والعراق والأردن وأماكن أخرى، لذا فإنَّ كل دولة من هذه الدول لها موقفها النابع عن مصلحتها من الأحداث فى سوريا". وأضافت الصحيفة الأمريكية أنّه على الرغم من أن أمر نشوب حرب واسعة النطاق ليس مؤكدًا في كل الأحوال فإن عام 2012 يثبت فعليًا أن الآمال والطموحات التي حملها العام السابق تسير في نفق مظلم، حيث تصطدم مطالب الشعوب بمزيد من الحريات بالأجندات المتنافسة للقوى الكبرى فى المنطقة الأكثر اضطرابًا. واستشهدت الصحيفة على ما سبق بما نقلته عن مدير مركز كارنيجي بمنطقة الشرق الأوسط باول سالم ، حيث أكّد على وجود مساريْن مختلفين لدول المنطقة، فشمال إفريقيا يسير نحو المزيد من الديمقراطية، بينما تتجه دول لبنان وإسرائيل وسوريا والعراق إلى المجابهة والصراع الطائفي، وهو المسار الأشد ظلمة والأكثر كآبة بحسب تعبيره.