كانت ليلة الحادي عشر من فبراير ليلة الحسم في مسار الثورة المصرية فقد كان الرئيس المخلوع حسني مبارك متشبثا بالسلطة حتي النفس الأخير مثلما كانت ليلة الترقب عند البعثات الدبلوماسية في القاهرة والتي ألفت وجود مبارك علي مدي30عاما. بعد أن كان ممثلو السفارات الأجنبية لا يجدون ما يقولونه في العلن سوي الاشادة بحكمة الرئيس ويتهكمون في حواراتهم الخاصة علي البطريرك في خريفه اهتزت ارض مصر تحت أقدام ثورة شعبية كاسحة وكانت ليلة تنحي مبارك هي المشهد الرئيسي. تركيا كانت من أكثر الدول التي لعبت دورا بارزا إبان الثورة المصرية, وكانت مواقفها قوية في دعم الثورة وضرورة تخلي مبارك عن السلطة وتمثل ذلك في مناشدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمبارك بالتخلي عن السلطة وتحدث بلهجة جمعت بين الحماس والعاطفة مخاطبا مبارك بالقول: كلنا بشر كلنا فانون. ويري السيد حسين عوني سفير تركيا في القاهرة ان المصريين أثبتوا أنهم يريدون التغيير الحقيقي ولكن الطريق لن يكون بدون عقبات وأن تركيا اتخذت موقفها بضرورة مساندة الشعب المصري بكل قواها في مرحلة التغيير والتحول الصعبة. الهند وهي احدي الدول التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع مصر ولديها فيها استثمارات كبيرة رحبت بقرار حسني مبارك التنحي بعد أكثر من30عاما في السلطة, وأعربت في ذات الوقت عن أملها في تحقيق انتقال سلمي للسلطة في إطار زمني محدد. وجاء علي لسان وزير الخارجية الهندي اس. ام. كرشنا القول إننا نرحب بقرار الرئيس مبارك بالتنحي احتراما لرغبات شعب مصر. سفير الصين في القاهرة السيد سونج آيقوه قال إن الصين برغم التغيرات والتقلبات التي طرأت علي الأوضاع الدولية لن تغير سياساتها التعاونية وعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر. ونحن علي يقين بأن مصر ستنتهز فرصة التغيير لتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية الوطنية. وعلينا أن نعزز التعاون الاقتصادي والتجاري. وخلال الفترة التي شهدت فيها مصر تغيرات عنيفة لم تنسحب أي شركة صينية من مصر, وبالعكس قدم الجانب الصيني معونات الي مصر. كان موقف الصين متحفظا ولهجتها هادئة ورأت أن التطورات الأخيرة للوضع في مصر يمكن أن تساعد في عودة الاستقرار والنظام الاجتماعي في البلاد في أقرب وقت ممكن. إعادة إحلال الاستقرار في مصر كان هاجسا صينيا. وتجنبت الصحف الصينية الرسمية ذكر الأسباب خلف الحركة الاحتجاجية في مصر ولم تورد مرة كلمة ديمقراطية, وتحدثت صحيفة تشايناديلي الرسمية عن أزمة في مصر. وكتبت أن المظاهرات عبر مدن هذه الدولة العربية قلبت كل شيء رأسا علي عقب وبلبلت حياة السكان اليومية. روسيا رأت أن قرار مبارك بالاستقالة جاء متأخرا بيد أنه كان القرار الصائب الوحيد. وأعربت عن أملها في أن تساعد التطورات الأخيرة علي استعادة الاستقرار والعمل الطبيعي لجميع هياكل السلطة, وأن تبدي الحكومة والمعارضة أيضا الرغبة في استقرار الوضع. كان تنحي مبارك بمثابة استعادة لمشاهد سابقة بالنسبة للسفير السلوفاكي في القاهرة بيتر جولدوش الذي لا يخفي سعادته لأنه عاصر ثلاث ثورات أولها الأحداث التي اتخذت اسم ربيع براغ في سلوفاكيا قبل43سنة والتي كانت في ذلك الحين جزءا مما كان يسمي تشيكوسلوفاكيا. وثورة25يناير في مصر. وبينهما الثورة المخملية التي أطاحت بالأنظمة القمعية في شرق أوروبا. وبرغم الأوضاع الضبابية في مصر حاليا فإن جولدوش يري أن المصريين استعادوا كرامتهم وأصبح مصيرهم بأيديهم بعد25 يناير. ومن واقع خبرات بلاده رأي أن الطريق حافل بالمطبات ولكنه سيوصل في النهاية الي محطة الحرية والكرامة.