فجأة وبلا أى داع اشتعل الموقف فى منطقة العريش وشمال سيناء، ليعود قصف الصواريخ مرة أخرى ، ويسقط ضحايا لا ذنب لهم وبالتأكيد سيعرف المصريون إن عاجلا أو أجلا مصدر إطلاق الصواريخ والجهات التى تورطت فى العمليات الإرهابية بيد أن المهم هو استقصاء العناوين الرئيسية من التطورات الإرهابية الأخيرة والتى تتماشى كثيرا مع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. فربما يستغل البعض الهجوم الإسرائيلى على غزة الذى أسفر عما يقرب من 200 شهيد ومئات الجرحي، للمزايدة على موقف مصر الدائم حيال القضية الفلسطينية. وهو الموقف الذى أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن القضية الفلسطينية تحتل مكانتها التقليدية فى السياسة الخارجية المصرية، وانشغالنا بالداخل المصرى لن يثنينا عن السعى نحو التوصل الى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، حتى يسترد الشعب الفلسطينى حقوقه كاملة ويقيم دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضى الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وهذا يؤكد ثبات الموقف المصرى حيال القضية التى تهم كل المصريين، وهو الموقف أيضا الذى لا ينتظر اعتداء إسرائيليا على أهلنا فى غزة كى يتجدد أو يعلن عنه، فالقضية تحتل أولوية فى السياسة الخارجية المصرية. وستظل القضية المحورية، ولطالما كانت مصر هى التى تحملت عبء الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى الاعتداءات الإسرائيلية الماضية، وتوصلت الى اتفاقات هدنة بين الطرفين، ولم يكن الموقف يستدعى شن هجمات على شمال سيناءوالعريش ويذهب ضحاياه أناس أبرياء . وبديهى ألا تكون مثل هذه الهجمات هى الحافز الذى يجعل من مصر طرفا فاعلا للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. ومن البديهيات أيضا أن نرفض أى مزايدة على مصر، التى لا تتخلى عن القضايا العربية والإسلامية ، بل تقف بقوة بجانب كل ما هو عادل . إن المواقف المصرية ستظل دائما مبعث اعتزاز المصريين والعرب والفلسطينيين، ففى الأزمات والشدائد تعلو همم الدول وتبدو الحقائق واضحة لا تقبل الشك، وتفرض المواقف نفسها لتحبط كل ألسنة المزايدين و المدعين.. هكذا كان دور مصر دائما ، فهى حاملة رسالة العروبة والحفاظ على أمن الوطن العربى من المحيط للخليج. لمزيد من مقالات رأى الاهرام