عبرت الجولات الخارجية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى الى دول إفريقيا، وبقوة، عن توجه سياسى يستهدف تعزيز العلاقات مع إفريقيا كونها تمثل عمقا أمنيا واستراتيجيا واقتصادياً لمصر خاصة مع عودة عضوية مصر للاتحاد الإفريقى، فيما يتصدر التعاون الاقتصادى والاستثمارى بوابة تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية. وبالإضافة الى المكاسب السياسية التى حققتها زيارات الرئيس لإفريقيا، فإن رجال الأعمال والمستثمرين المصريين حصلوا على دعم هائل من التوجه المصرى الجديد لإستعادة دور مصر الريادى فى القارة السمراء فيما يشجعهم على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مشروعاتهم القائمة ويحفز مستثمرين آخرين على البدء بالاستثمار المشترك فى إفريقيا ثانى أكبر الأسواق العالمية جذبا للاستثمار بعد أمريكا الشمالية. وإذا كانت شركات مصرية كبرى كأوراسكوم والقلعة والسويدى وإلكتريك وغيرها الكثير، قد أدركت مبكرا حجم الفرص الاستثمارية الجاذبة فى القارة الإفريقية- فإن ثمة دعوات من الدول الإفريقية لشركات أخرى للحاق بركب الاستثمار فى الأسواق الإفريقية التى أصبحت محل جذب للعديد من المستثمرين العالميين. ولم تدع زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى لإفريقيا مجالاً للشك فى أهمية دول القارة بالنسبة لمصر فى الفترة المقبلة، وهى تمثل دعوة صريحة للمستثمرين المصريين والقطاع الخاص لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة فى إفريقيا فى العديد من القطاعات وبخاصة الزراعة والطاقة البنية التحتية، وذلك حتى تصبح مصر بوابة التجارة والاستثمار فى إفريقيا فى ظل الاتفاقيات العديدة الموقعة مع تجمعات اقتصادية عديدة فى القارة السمراء على رأسها تجمع "كوميسا".