اعتقد البرازيليون بأنهم أصبحوا فى الحضيض عقب خسارة السيليساو المذلة أمام المانيا 1-7 فى نصف النهائى ، لكن «الكابوس» ازداد سوءا بتأهل الأرجنتينيين الغريم التقليدى للبرازيل الى المباراة النهائية ، ولكن الأسوأ هو ما قد يحدث اذا نجحت الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسى فى التفوق على ألمانيا فى المباراة النهائية ورفع الكأس الغالية على ملعب ماراكانا الشهير فى ريو دى جانيرو. لم يتوقف البرازيليون، بأعينهم التى لا تزال محمرة بسبب المجزرة الألمانية، عن الصلاة والدعاء لكى تخرج هولندا فائزة فى مباراة نصف النهائى الثانية امام الارجنتين ، ولكن أعصاب «الاخوة الاعداء» وجيران الجنوب كانت أقوى خلال ركلات الترجيح ونجحوا فى حجز بطاقتهم الى المباراة النهائية، وهو ما أحزن ملايين البرازيليين. وسائل الاعلام البرازيلية من جانبها تقاسمت المشاعر ذاتها مذكرة بنبرة حاسدة ان ماراكانا سبق له ان كان مسرحا لهزيمة مؤلمة للبرازيل أمام الأوروجواى فى عام 1950، وعرفت هذه الهزيمة باسم مأساة «ماراكانزو». وبعد 64 عاما، فهى لا تزال تطارد البرازيليين، على الرغم من احراز فنانى السامبا لخمسة القاب بعد ذلك. وكتبت صحيفة «اوديا» الاكثر شعبية فى ريو دى جانيرو عنواناً بعنوان «الكابوس مستمر!»، مضيفة أنه «بعد الالم البرازيلي، فرحة الغريم». وتابعت: «الأرجنتين يمكن أن تتوج باللقب على ملعب ماراكانا! ففضلا عن فشلنا فى إحراز اللقب السادس فى التاريخ، فإن البرازيليين سيعيشون إمكانية تتويج أحد منافسيها الرئيسيين فى المعبد الرئيسى لكرة القدم البرازيلية. الكابوس يتزايد». وكتبت صحيفة «لانس» الرياضية اليومية: «نحن ألمان جميعا»، معتبرة ان مأساة «ماراكانازو» قد «تتراجع الى المستوى الثانى لان الارجنتين تأهلت للنهائى على الاراضى البرازيلية». يذكر ان البرازيلوالارجنتين تتنافسان منذ عقود عدة على زعامة كرة القدم فى قارة أمريكا الجنوبية. وقال راؤول برنال - ميزا أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوينس آيرس الأرجنتينية أن ذلك يولد منافسة رياضية ضخمة ، فجميع الارجنتينيين يريدون خسارة البرازيل ، وجميع البرازيليين يريدون خسارة الأرجنتين . الارجنتينيون مثل البرازيليين يدعون بأنهم ضموا فى صفوفهم أفضل لاعب فى كل العصور، بيليه للبرازيل، ومارادونا للأرجنتين، والاخيران يهاجم كل منهما الاخر منذ سنين من خلال وسائل إعلام بلديهما. وتتباهى البرازيل بكونها المنتخب الوحيد المتوج 5 مرات بلقب كأس العالم (اعوام 1958، و1962، و1970، و1994 و2002)، فى حين توجت الأرجنتين باللقب مرتين فقط (1978، و1986). ولكن بالنسبة للأرجنتينيين، فأن اللقب الثالث فى ماراكانا يساوى جميع ألقاب كؤوس العالم التى أحرزتها البرازيل. وبعيدا عن الملاعب، فإن البلدين تربط بينهما علاقات اقتصادية عميقة داخل السوق الامريكية المشتركة. كما يرأس بلديهما امرأتين يساريتين هما ديلما روسيف وكريستينا كيرشنر. لكن التنافس بين البلدين ليس فى كرة القدم له جذور تاريخية. فى أوائل القرن العشرين، حين كانت الأرجنتين منارة وقاطرة أمريكا الجنوبية، لكن فى العقود الأخيرة، تجاوزتها البرازيل، لتصبح سابع قوة اقتصادية فى العالم. وقال مشجع برازيلى من ساو باولو ماركوس ريموندى وهو يرتعش: «لا أستطيع أن أتخيل الرئيسة ديلما روسيف وهى تسلم الكأس للأرجنتينيين فى ملعب ماراكانا»!