اعذرنى... ربما وأنت تقرأ هذه السطور لن تجد بها ما هو جديد.. ربما ستكتشف أنها كلمات ترددت من قبل... لكننى لم أجد غيرها.. لأنها لا تكف عن ملاحقتى.. لا تكف عن الألحاح على عقلى، بل وكيانى كله.. حزينة أنا وحزينة كلماتى... وحزين حالنا كلنا. وهكذا يبدأ الكلام... «علشان خاطر الله»... «علشان خاطر الله».. «علشان خاطر الله» .. يركع العجوز ومعه العشرات من الرجال والشباب فى انتظار مهيب.. مخيف ومفجع.. حتى يضغط على الذناد وينطلق وابل من الرصاص على رءوس هؤلاء الأبرياء الذين قتلتهم باردا نيران (داعش) فى وحشية قاسية وغبن وجبن خسيس وقسوة مروعة لم يلينها وهن، وأنين صوت هذا العجوز، وهو يترجى البقاء حتى آخر لحظة اعتقادا ان هؤلاء السفلة قد يبقون عليه «ربما علشان خاطر الله»!. يسقط الأبرياء موتى ويرتفع على الجانب الآخر صوت تلوثة الدماء.. دماء الموتى.. يصيح ويردد الله أكبر... الله أكبر... الله الذى فهموه خطأ... وتعلموا رسالته خطأ... وكتابة خطأ... وخاطره الذى بكى العجوز من أجله خطأ!!. ولنقف نحن نسأل وماذا بعد..؟؟ ماذا بعد ماذا؟؟ ولماذا؟؟.. لماذا؟؟ لأن القضية.. هى قضية «الاختلاف» حجمه.. تأثيره.. شكله.. فى النهاية المسألة.. مسألة (اختلاف) اختلاف بينى وبينك... اختلاف لا تقبله.. لا تستوعبه.. تغتالنى من أجله... وتمنح ضميرك الحق فى تقييمى أو تلقينى درسا!!.. تمنحه الحق فى سلب حياتى.. سرقة فكرى واغتصاب إيمانى.. وحقى إن أكون من أكون.. دون أن ترهبنى أو تقف فى طريقى. هكذا أصبح حالنا إما أن نتفق أو نغتال.. بالأمس كنا لا نتفق فننبذ بعيدا.. لأننا لسنا منهم وهم ليسوا منا.. الآن يرتفع صوتنا.. فنسحل نتعلم.. فنختطف... نتعرى... نغتصب.. نعمل.. نهان... نبتكر... نتهم... نحب.. نسجن.. نعتنق... نذبح!!! انظر حولك... هل أنت على خط الاحداث... على شريط الخبر.. بين (بوكو حرام).. إلى داعش.. إلى القاعدة إلى طالبان.. إلى أجناد مصر.. إلى حماس.. إلى باكستان والسودان... القضية.. قضية (اختلاف).. اختلاف فى الدين.. فى العقيدة.. (اختلاف) فى الحب.. فى الجنس... فى الملبس.. فى العلم.. فى الرأى.. اختلاف بمعنى أننا لا نتفق!! ويا ليتنا كنا نختلف على الحق!! تصور؟؟.. تخيل؟؟.. إنما نختلف لاننى لا أفعل، ولا أعمل، ولا أقول ما تريد ولا أؤمن بما تعتقد!!!... لا شىء سوى ما تريد أنت!!.. وأقاومه أنا!!. هكذا وبهذه البساطة هذه هى القضية.. أكتبها بلغة بسيطة حتى تفهمها.. ربما تستوعبها.. ربما تعيد النظر فيها.. وهكذا سوف أبقى، وسوف يكتب قلمى بدماء الشهداء والأبرياء الذين قتلتهم أو سلبت حياتهم، وسيظل قلبى شجاعا لا يرتجف من الموت أو يبكى ويسترجى أن تسمح له بالبقاء حتى يعيش حياة أخرى تختارها وتوافق عليها أنت، بل سأموت كالبطل الذى يشتاق العودة للديار..!! فدع الخلق للخالق وأعلم ان لك طريقا ولى طريقا آخر.. أما الطريق السليم.. الطريق الوحيد فلا وجود له!!. فيا أخى أيا كنت.. محاربا مجاهدا.. مرتزقا.. يهوديا.. مسيحيا أو مسلما.. (علشان خاطر الله) لا تفرش لنفسك بساطا للجحيم... تسير فوقة ملطخا بدماء من قتلت ودموع من يتمت وبكاء من أرملت!! لمزيد من مقالات سيلفيا النقادي