فى مناسبة احتفال الأهرام بمرور 75 عاما على إنشائها قال الدكتور طه حسين إن الأهرام هى «ديوان الحياة المعاصرة» وأضاف: «الأهرام» ليست صحيفة امتد بها العمر حتى شاخت ووصلت من الحياة إلى أرذل العمر، ولكن مرور الزمن كان يزيدها أصالة. وبعد مرور 20 عاما على هذا الاحتفال رأى الأستاذ هيكل فى 10 يناير 1969، حين انتقلت الأهرام إلى مبناها الجديد فى شارع الجلاء أن الأهرام الآن» من أحدث وأرقى المشروعات الصحفية فى العالم» وأضاف الأستاذ هيكل تحت عنوان «تقرير عن الأهرام» احتل ثلاث صفحات : « وفى سنوات تنفيذ المشروع الخمس من 1963 إلى 1968، وبينما البناء يعلو يوما بعد يوم، وبينما مستحدثات العلم والتكنولوجيا تصل إليه من كل أقطار الأرض كانت الجهود متصلة لإعداد الإنسان سيد العلم والتكنولوجيا لأنه الصانع المقتدر لهما».
«ذهب عشرات المهندسين الشبان من الأهرام إلى دور الصحف فى العالم لدورات تدريبية ما بين ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة، وذهب عشرات العمال من الأهرام إلى مطابع ومعامل ومعاهد أوروبا كلها شرقا وغربا». «وفى نفس الوقت جاءت الأهرام بعشرات من الخبراء الأجانب لعقود طويلة أو قصيرة، وكانت سياسته دائما أن يكون كل خبير أجنبى فى خدمته، مركز تدريب متحرك لمن يحيط به ويعمل معه من العمال المصريين». لعل قصة الميكروفيلم تجسد أحلام الأستاذ هيكل فى هذا الصدد، حيث رأى تجربة حفظ الوثائق التاريخية والتراث على صور يتم تسجيلها على أشرطة حساسة «ميكروفيلم» فى إحدى جولاته الأوروبية. مشكلة طارئة بينما العمل على تجهيز مبنى شارع الجلاء قائم على قدم وساق، واجهت المسئولين فى مقر الجريدة بشارع مظلوم مشكلة تمثلت فى نقل أعداد سابقة للجريدة وكانت نحو 30 ألف نسخة، هنا أشار عليهم بما رآه، وبدأ صلاح القاضى صاحب الفضل فى تأسيس مركز التنظيم والميكروفيلم فى الأهرام، فى تجميع أعداد الجريدة، وحين اكتشف نقصا فى أعدادها طرح إعلانا يناشد فيه القراء ممن يحتفظون بهذه الأعداد أن الجريدة على استعداد لشراء هذه الأعداد إن لزم الأمر. يقول محمد درويش مدير عام مركز تنظيم وتكنولوجيا المعلومات إن المركز من المراكز الرائدة فى مصر والمنطقة العربية المتخصص فى تنظيم وتطوير الأرشيف الورقى وتسجيل الوثائق والمستندات باستخدام النظم التكنولوجية الحديثة الممثلة فى الارشفة الإلكترونية والتسجيل الميكروفيلمى مع تزويد النظام بالفهارس الإلكترونية المناسبة وبناء نظام متكامل للاسترجاع والنشر والتأمين وقد أنشئ المركز عام 1960 وقام بتنفيذ مئات المشاريع فى مصر والدول العربية . ويشير إلى أن فكر المركز منذ إنشائه قام على عدة مبادئ أساسية منها : التنظيم لأوعية المعلومات أولاً سواء كانت وثائق أو كتبا أو مخطوطات وذلك شاملاً لأنشطة التصنيف والفهرسة والتحليل وإنشاء قواعد البيانات ثم يأتى دور تكنولوجيا الميكروفيلم أو الأرشفة والمسح الضوئى أو ما يستحدث فى العالم من تكنولوجيات حيث يكون دور هذه الأوعية هو تحقيق سهولة وسرعة الإطلاع أو النشر فى حين يمكن تأمين المستندات ذات القيمة المهمة والكتب القيمة والمخطوطات من سوء التداول وأخطاره، والوصول بنسبة الخطأ فى العمل إلى الصفر Zero Error System - فالخطأ فى هذا النوع من الأعمال قد يؤدى إلى فقد مباشر أو غير مباشر لمصادر معلومات لايمكن تعويضها . وأضاف درويش أن المركز لديه أكثر من 20 تعاقد إشراف ودعم تنفيذ فى الدول العربية، وأكثر من 300 مليون صورة ميكروفيلمية حصيلة تسجيل المستندات لتعاقدات المركز حتى الآن، إضافة إلى أكثر من 180 مليون صورة إلكترونية مسجلة على وسائط تخزين الكترونية، و 250 دراسة وتصميم نظام توثيق وتسجيل ميكروفيلمى وإلكترونى . وقام منذ إنشائه بتنفيذ اكثر من 1000 دورة تدريبية لآلاف من المتدربين يعملون فى جميع مواقع نظم التوثيق وتكنولوجيا المعلومات فى مصر والعالم العربى . كما أن المركز لديه أكثر من 500 جهاز إنتاج واسترجاع ميكروفيلمى تشملها خطوط الإنتاج بالمركز، و 150 جهازا لتنفيذ أعمال الأرشيف الإلكترونى والتسجيل على الأقراص المدمجة CD, DVD. ويضيف درويش أن درجة أمان الميكروفيلم تعيش لأكثر من 500 سنة فهو مصنوع من هاليدات الفضة، وكان للمركز فضل على مؤسسات عديدة للدولة فى حفظ تراثها، منها شركة الحديد والصلب ووزارة الكهرباء وهيئة الصرف الصحى وغيرها، مؤكدا أن لدى المركز أربع نسخ يحتفظ بها فى أكثر من مكان بالمؤسسة حتى يحافظ عليها من أى أضرار .