كشفت مصادر في الإدارة الأمريكية أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بالإنتظار وإعطاء الفرصة للعقوبات الدولية المفروضة علي إيران أن تحدث تأثيرها,وذلك بعد صدور تقارير تشير إلي إحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية منفرده ضد إيران. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن المصادر الأمريكية قولها إن الاتصالات بين مكتب نتانياهو والبيت الأبيض زادت في هذا الشأن, علي الرغم من الخلاف بين الجانبين حول سياسات الإستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن إقتناع نيتانياهو بنصيحة أوباما قد تكون هي الدافع وراء ثقة أوباما في تصريحه الأخير لشبكة إن.بي.سي الإخبارية بأن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بشأن كيفية التعامل مع طهران. وفي سياق متصل, أكد الجنرال مسعود جازيري نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا يستطيعان ضرب إيران لأنهما معرضتان بشكل كبير لهجمات إيرانية انتقامية في حالة شن أي هجوم. ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن جازيري قوله إن طهران ترفض سياسة العصا والجزرة التي تتبعها أمريكا في التعامل معها. وعلي صعيد متصل, كشفت مقالة للكاتب والتر بنكس في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الخطط الأمريكية والإسرائيلية لتوجيه ضربه عسكرية ضد طهران كخيار أخير لوقف طموحاتها النووية, أظهرت العديد من الصعوبات في إمكانية القيام بعملية عسكرية كاملة و ناجحه ضد الجمهورية الإسلامية. وقال كاتب المقال أن من بين الصعوبات التي ستواجهها إسرائيل في حالة شنها حربا علي المنشآت النووية الإيرانية هي مشكلة إعادة تزويد طائراتها بالوقود لإصابة أهداف تبعد عنها بحوالي ألف ميل, بالإضافة إلي صعوبات في تحديد عدد المنشآت النووية المطلوب إستهدافها وعدد الطائرات المطلوبة لاستهدافها. ومن جانبه, حذر ميخائيل يوليانوف رئيس قسم الأمن ونزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية, من أن التكهنات الإسرائيلية المتصاعده حول سعي إيران لامتلاك سلاح نووي سيكون له عواقب كارثية. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن يوليانوف قوله أن التدخلات بشأن البرنامج النووي الإيراني من شأنها تصعيد التوتر والتشجيع علي اتخاذ خطوات تجاه حل عسكري ذو عواقب كارثية. وأشار إلي أن الضجة حول نوايا طهران النووية لها أهداف سياسية ودعائية سيئة. وفي السياق ذاته, حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من توجيه ضربة عسكرية ضد طهران, مؤكدا علي أن التحرك العسكري لن يكون أبدا حلا للأزمة النووية الإيرانية. في غضون ذلك, حذر الناطق باسم لجنة الطاقة في البرلمان الايراني عماد حسيني من أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي علي صناعة البترول في بلاده من شأنها أن تؤدي إلي انهيار حكومات أوروبية. وقال: ستتشابك الأزمة الاقتصادية في أوروبا مع الحظر علي البترول الإيراني لأن الدول الأوروبية لا يمكن أن تجد بديلا للخام الإيراني عالي الجودة, وستواجه مشاكل خطيرة.