لا أحد يعلم عدد المسلسلات التى تعرض فى شهر رمضان هذا العام .. ولا توجد إحصائية حول تكاليف الإنتاج وكم بلغت من الملايين .. ولكن الواضح من بداية المشهد اننا امام انتاج ضخم فى عدد كبير من المسلسلات، ومنها فقط خمسة مسلسلات تجاوزت الملايين وهى سراى عابدين وصاحب السعادة وجبل الحلال وصديق العمر وكلام من ورق. ان الجديد هذا العام ان كبار الفنانين من نجوم السينما امام حالة الكساد التى سادت النشاط والإنتاج السينمائى اتجهوا جميعا الى دراما التليفزيون.. وامام توقف الإنتاج السورى بسبب الحرب الأهلية اتجه الفنانون السوريون واللبنانيون الى الدراما المصرية ووجدنا عددا كبيرا من نجوم الفن اللبنانى والسورى يقتحمون المسلسلات المصرية وهناك عشرة مسلسلات على الأقل يشارك فيها السوريون واللبنانيون وفى تقديرى ان هذه الشراكة تعيد للفن المصرى دوره القديم حين كانت القاهرة عاصمة الثقافة العربية كلها فنا وابداعا .. حتى الآن لم تظهر توجهات دراما رمضان هذا العام وان كنت قد لا حظت ان كمية الرقص كانت اكبر من اللازم وان الزجاجات الحمراء والصفراء تكررت كثيرا على الموائد وان المخدرات قد حصلت على جزء كبير من المشاهد وما بين ثلاثية الرقص والرقص العارى والخمور والمخدرات يبدو اننا سنعيش تجربة جديدة مع اكثر من 50 مسلسلا تعرض حاليا على الشاشات العربية استهلكت ملايين الجنيهات والدولارات وشارك فيها نجوم الفن العربى ولا ادرى ما هو نصيب الواقع العربى فى هذا الفن .. اين سوريا التى تحترق واين ليبيا التى تمزقت واين العراق وكارثة الإرهاب واين مصر ومحنة الإخوان واين الانقسامات التى اصبحت تهدد العالم العربى كله امام خريطة جديدة يتم رسمها لا يعلم مداها إلا الله .. هل الواقع العربى رقص وعرى ومخدرات وخمور ام ان هناك ملايين الجوعى الذين لا يجدون الإفطار وملايين المهاجرين الذين لا يجدون الوطن وملايين المرضى الذين لا يجدون الدواء .. متى يصبح الفن تعبيرا عن حياة الإنسان العربى الحقيقية ومتى نجد فنا يواجه محنة العقل العربى وهى اخطر امراض الأمة . http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة