لا ادري كيف ستواجه مسلسلات رمضان الزحف التركي الذي اجتاح الدراما المصرية في الفترة الأخيرة وانتشر علي جميع الفضائيات. ماذا تفعل مسلسلات رمضان امام الجمال التركي الرهيب والديكورات والقصور والفيلات وقبل هذا كله كيف تواجه دراما رمضان الرومانسية التركية التي الهبت المشاعر وحركت القلوب.. لا شك ان الدراما المصرية ستواجه اختبارا صعبا خاصة ان عدد المسلسلات التي تم الإعلان عنها قليل للغاية كما ان حجم النفقات تراجع امام الظروف الإقتصادية الصعبة.. هناك مشكلة اخري في مسلسلات رمضان ان بعضها يعالج قصصا قديمة ومن اشهرها حتي الأن فيلم الزوجة الثانية الذي تحول الي مسلسل تكلف20 مليون جنيه.. لا ادري من يستطيع من نجوم الشباب الحاليين ان ينافس صلاح منصور وسناء جميل وسعاد حسني وشكري سرحان خاصة ان المسلسل الجديد يتحدث بصورة رمزية عن الثورة واحوال مصر بعدها من خلال شخصية العمدة وشيخ الغفر والزوجة الأولي صاحبة السطوة والزوجة الثانية سبب الكارثة ولقد بدأت الفضائيات تستعد لموسم المسلسلات وهي قليلة هذا العام ولهذا فإن المنافسة شديدة خاصة مع اختفاء الدراما السورية بسبب ما يحدث في سوريا والواقع ان الساحة الفنية افتقدت في العامين الماضيين الدراما السورية خاصة التاريخية منها وهي تحمل عبق اللغة الفصحي والحوار المبدع الجميل.. من هنا وامام تراجع الدراما المصرية امام الظروف الإقتصادية وحالة الترقب التي تسيطر علي المناخ الثقافي والفني وامام إنسحاب الدراما السورية وطغيان الدراما التركية وزحفها علي الوجدان العربي فإن شهر رمضان المبارك سيكون فرصة لإختبار الدراما المصرية وهل تستطيع ان تبقي علي صدارتها ام ان كل شئ تراجع في السياسة والإقتصاد وايضا الفن.. سوف تكون خسارة كبيرة للفن المصري ان تسقط الدراما من عرشها وهي التي شكلت الوجدان المصري والعربي سنوات طويلة.. ان المنافسة حق مشروع ولكن امام الجمال التركي هناك حسابات اخري. لا تظلموا فيلم الزوجة الثانية وتظلموا أجيال الشباب من الفنانين الصاعدين واتركوا لنا ذكرياتنا فهي آخر ما بقي لنا من الزمن الجميل والفن الأصيل. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة