أكد المشاركون فى ورشة عمل نظمها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، حول تطورات الأوضاع فى العراق وتداعياتها الإقليمية، خطورة ما يحدث فى هذا البلد العربى الشقيق، باعتباره البداية لمخطط يستهدف إثارة النعرات المذهبية والطائفية لتفتيت بلاد الرافدين، ضمن مخطط أشمل لتفتيت المنطقة جغرافيا وإشعال الفتن داخل المجتمعات العربية. وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات مدير المركز: إن التطورات العراقية تمس الأمن القومى العربى فى مقتل، حيث يتم الآن إيقاظ قضايا شغلت المسلمين قبل أكثر من 1400 سنة، من قبل أطراف إقليمية ودولية أشعلت الصراعات فى العراق وتريد إشعال المنطقة، على حساب الاهتمام بقضايا التنمية وغيرها من القضايا العربية المحورية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وتناول الزيات الأطر التمويلية لتنظيم داعش فى العراقوسوريا، مؤكدا أن داعش والتنظيمات المتطرفة لم تكن لتظهر لولا عمليات التهميش والقتل والظلم التى تعرض لها العرب السنة فى العراق، معتبرا أن القاعدة وداعش مرفوضان فى العراق وهناك تجربة عامى 2007 و2008، والقضاء شبه النهائى على هذه التظيمات فى المناطق العربية السنية، بسبب ممارساتها المنحرفة. ونوه الزيات إلى أن ممارسات حكومة المالكى والتوحش الإيرانى فى العراق وتهميش العرب السنة شكل بيئة حاضنه من جديد لداعش الذى عادت للعمل فى العراق الآن، ولكنها لسى وحده الذى تقوم بالعمليات المسلحة فى المحافظاتالعراقية المنتفضة. وأشار الزيات الى أن الدور العربى والمصرى تحديدا، يعمل لدعم وحدة العراق، ضد أى محاولات لتقسميه على أى أسس لأن فى ذلك تنفيذا لمخططات قديمة جديدة . أما أسعد سليمان رئيس مركز بغداد للدراسات والإعلام، فأشار إلى الواقع التهميشى للعرب السنة بما فى ذلك من شاركوا فى العملية السياسية، مستشهدا بحالتى طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى الذى دبرت له قضايا وحكم عليه بالإعدام ورافع العيساوى وزير المالية . وقال إن حركة الاحتجاج فى الأوساط العربية السنية بدأت سلمية بالاعتصامات فى الأنبار والحويجة وكركوك ولمدة 12 شهرا، وتم اتهامهم بأنهم من القاعدة ونكل بهم وقتل منهم الكثيرون، ليتجهوا بعدها إلى العمل المسلح بتكوين المجالس العسكرية فى المناطق العربية السنية، بسبب سياسات الحكومة وبناء مؤسسات الدولة خاصة الأمنية والذى اعتمد على دمج الميليشيات الطائفية فضلا عن فشل الأحزاب السياسية التى لم تقدم شيئا للمواطن العراقى سواء شيعيا أو سنيا . واستعرض سليمان عددا من التنظيمات المسلحة العاملة وقوتها وتوجهاتها الفكرية ومناطق عملها، ومستقبل داعش والسيناريوهات المتعلقة بتقدم المسلحين للوصول الى بغداد، منبها إلى أن الحقائق على الأرض تؤكد أن داعش لا يمكنه القيام بهذه العمليات فى هذه المساحة الجغرافية لقلة عدد عناصره، مقارنة بالفصائل الأخرى التى تسيطر على الأرض معتمدة على ظهيرها العشائري، وأن المستقبل ليس لداعش. واعتبر اللواء عبد الحليم المحجوب، أن السيناريو الأفغانى يكرر نفسه فى العراق وأن القوى الاقليمية تخوض صراعات فى العراق ستغير نتائجها المعادلة فى سوريا، وطالب المحجوب الدول العربية، بتدارك الأمر بفتح حوارات مع إيران، ورأى أن الولاياتالمتحدة لم تحصل على مزايا من اسقاط نظام صدام حسين، وأنها تدرك ابعاد ما يحدث فى العراق.