جاء شهر الصيام بالبركات فأكرم به من زائر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان، فكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، وفي حديث آخر: "أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحبا به و أهلا". ومما يدل عل فضائل رمضان العظيمة، حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقا لهما، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض" (أخرجه الإمام أحمد و غيره). وقد قال الشاعر: أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد فأد حقوقه قولا و فعلا ... و زادك فاتخذه للمعاد فمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة، يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة، من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربح... كم ينادي حي على الفلاح و أنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح و أنت على الفساد مثابر.. إذا رمضان أتى مقبلا ... فأقبل فبالخير يستقبل لعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلا يقبل كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غدا لا يدركه، إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل و غروره. يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهر عصيان واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا ... فإنه شهر تسبيح وقرآن قبسات "بتصرف" من كتاب "لطائف المعارف" لابن رجب الحنبلى. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى