كشفت صحيفة «طرف» التركية أمس نقلاً عن معلومات من كواليس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بدأ بالفعل فى التفكير فى التراجع عن ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة فى العاشر من شهر أغسطس المقبل بعد اتفاق حزبى الشعب الجمهورى والحركة القومية المعارضين على شخصية أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وأضافت الصحيفة أن الحزب الحاكم قد يعيد النظر فى خطته الخاصة بدعم المرشح الرئاسى المقبل بعد الإعلان عن ترشيح اسم إحسان أوغلو للانتخابات الرئاسية، وبالتالى عودة الحسابات مجددا لترشيح اسم الرئيس الحالى عبد الله جول. يأتى ذلك فى الوقت الذى فرضت فيه السلطات النمساوية إجراءات أمنية مشددة منذ الساعات الأولى من صباح أمس فى العاصمة فيينا استعداداً لاستقبال رئيس الحكومة التركية اليوم للمشاركة فى الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس اتحاد الديمقراطيين الأتراك فى أوروبا ، يأتى ذلك تزامناً مع خروج مظاهرات حاشدة منددة بزيارة أردوغان. وأكدت هانا ميكل لايتنر وزيرة الداخلية النمساوية أن الوزارة بدأت استعداداتها الأمنية بمساعدة الشرطة لتأمين الزيارة، مشيرة إلى مشاركة عدد كبير من رجال الأمن بالزى العسكرى ، فضلاً عن قوات »الكوبرا« المتخصصة فى مكافحة الشغب والعنف وقوات مكافحة الإرهاب وحماية الدستور ، بالإضافة إلى أفراد المباحث الجنائية الذين سيتواجدون بالملابس المدنية بين الأتراك. وقالت الوزيرة إن حدوث شغب خلال المظاهرات أمر يتوقف على الخطاب الذى سيلقيه أردوغان، مشيرة إلى تحذيرات سابستيان كورتس وزير الخارجية النمساوى من أن يقسم خطاب رئيس الوزراء التركى الأتراك الذين يعيشون فى النمسا ويؤدى إلى تعكير صفو الأجواء فى البلاد. وأضافت أن النمسا لم تختر مكان الاحتفال، لكنها أعربت عن اعتقادها بأن صالة التزحلق على الجليد التى سيقام فيها الاحتفال ليست ملائمة لهذه المناسبة. وفى هذا الإطار ووسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف بين مؤيدى ومعارضى أردوغان ،كشفت وسائل الإعلام النمساوية أن أعضاء حزب التحالف الديمقراطى التركى فى النمسا المناهض لزيارة أردوغان سيحتشدون للتظاهر فى الساعة الواحدة ظهر اليوم فى منطقة براتر بالقرب من الصالة التى سيلقى فيها أردوغان كلمته أمام أكثر من 7 آلاف شخص ، بينما سيقف المئات من مؤيديه خارج قاعة الاحتفال يتابعون كلمته من خلال شاشة عملاقة. وقالت آيباى دريا عضوة التحالف الديمقراطى الذى يضم 40 عضواً إن أكثر من 10 آلاف تركى سيشاركون فى المظاهرات احتجاجاً على السياسات التى ينتهجها أردوغان ضد الديمقراطية والمناهضة للعمل النقابى، فضلاً عن أنها ترويج لحملته الانتخابية.