قضايا ساخنة وملفات متشابكة ونقاط متعددة وحوارات متبادلة ومناقشات وهموم مشتركة شهدها اجتماع وزراء التربية والتعليم العرب مؤخرًا فى تونس، والذى دعت إليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» بعد انعقاد المجلس التنفيذى والمؤتمر العام للمنظمة. وجاء تحت عنوان «الارتقاء بالتعليم الأساسى فى الوطن العربى رؤية مستقبلية» وناقش العديد من الموضوعات وتوصل إلى العديد من القرارات والتوصيات الإجرائية. وأكد الدكتور عبد الله محارب مدير عام «الألكسو» أهمية بلورة رؤية مستقبلية طويلة المدى للمدرسة يتم فيها وضع خطة عمل ترسم الأولويات وتحدد آليات التنفيذ خاصة أن الجميع فى مختلف الدول العربية ينتظرون أن يتوافق النظام التعليمى بصفة عامة والتعليم الأساسى بصفة خاصة مع تطلعاتهم. وأشار إلى أن الإصلاحات التى تم تنفيذها بصورة استعجالية لم تحقق نتائجها المرجوة وهناك تقصير فى جودة التعليم خاصة التعليم التقنى الذى يمثل الحلقة الأضعف، موضحا أن هناك ما يقرب من 5 ملايين طفل عربى خارج المدارس. ودعا إلى توحيد مسارات التعليم واعتماد المعايير العلمية بوضع التصورات والخطط وتطوير اللغة العربية كلغة تعليم وتعلم مع الانفتاح على اللغات الأجنبية وجعل حقوق الإنسان والمواطنة من بين معايير تطوير المحتوى والمناهج واحترام التنوع الفكرى والثقافى. من جهته أكد الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بالسعودية أن تحول الاقتصاد العالمى من اقتصاد صناعى إلى معرفى يتطلب مجموعة مختلفة تمامًا من المهارات والكفاءات التى على القوى العاملة اكتسابها. ومن هذا المنطلق لابد من إعادة صياغة نظم التعليم ضمن مفاهيم ومبادئ الاقتصاد المعرفى والتركيز على نوعية مخرجات التعليم فى ضوء متطلبات المجتمع واحتياجات سوق العمل. وفى نفس السياق أوضح الدكتور محمد الزنيبات وزير التربية والتعليم بالأردن أن المنظومة التربوية العربية مازالت تواجه تحديات على مستوى جودة مخرجات التعليم وفعاليته وأهمها ضعف أداء الطلاب فى مختلف التقييمات الدولية المقارنة وغياب الجامعات العربية عن المراكز الأولى للتصنيف العالمى للجامعات، ويتجلى ذلك فى ارتفاع نسب العاطلين من حاملى الشهادات العليا. وأكد الدكتور ماجد النعيمى وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين أن الرؤية المستقبلية للتعليم الأساسى يجب أن تقوم على مبادئ وطنية وإقليمية عربية تعبر عنه اللوائح والدراسات. ويتمحور فى وصول التعليم للجميع والحق فى تعليم جيد وتكافؤ الفرص. وعن تقرير أعده البنك الدولى للتنسيق مع «الإلسكو واليونسكو» «حول استراتيجية التعليم للجميع» أكدت مندوبة «اليونسكو» أن الهدف من الاستراتيجية الخاصة بالتعليم للجميع جودة أنظمته فى جميع أنحاء العالم وقياس التقدم المحرز بطريقة مشتركة وتطوير التعليم والنوع الاجتماعى ومحو أمية الكبار. وقد أحرزت بلدان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقدمًا تجاه التعليم للجميع على الرغم من أن هدف التعليم للجميع لم يتحقق فى أى بلد إلا أن بعض البلدان حققت تقدمًا طيبًا والأخرى فى وضعية وسطية والثالثة مازالت بلا تقدم.