"سأكون رقما فى المعارضة فى حال عدم فوزى فى الانتخابات الرئاسية " هكذا قال حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى فى إجابته على إحدى الأسئلة الحوارية ، وقبل إعلان النتيجة بشكل رسمى وفى اليوم الذى اعترف فيه بهزيمته فى الانتخابات الرئاسية دعا الأحزاب التى أعلنت تأييدها له فى الانتخابات الرئاسية لتشكيل تيار ديمقراطى واسع هكذا أسماه حمدين صباحي. المشهد السياسى يشهد اتصالات مكثفة بين عدد من الأحزاب التى أعلنت تأييدها لصباحى لتشكيل تحالف للمعارضة يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وهم التيار الشعبى ، وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى ، وحزب الكرامة ، وحزب الدستور ، والعدل ، ويبدو ان هذا المعسكر سيقف فى وجه معسكر عمرو موسى الذى ينسق لبناء تحالف كبير لدعم الرئيس ليخوض به الإنتخابات البرلمانية مما يعكس لنا خريطة الصراعات المقبلة فى الانتخابات البرلمانية. ويبدو أن الصراع القادم سيكون حول من يسيطر على البرلمان القادم وستكون هناك مواجهة بين الكبار حيث يجرى موسى مباحثات لبناء تحالف، ومراد موافى يظهر فى المشهد السياسى ، وصباحى دعا الأحزاب التى ساندته لبناء تحالف ديمقراطى واسع. محمد سامى رئيس حزب الكرامة أكد ل«الأهرام» أن هذه الأحزاب تمثل قواما مبدئيا لتحالف يتسع للعديد من الأحزاب التى من الممكن أن تكون باكورة لتحالف انتخابى ، أما فيما يتعلق بالتحالف السياسى بمفهومه ومعناه الواسع فهو يحتاج لصياغة مدققة و الوقت لا يتسع لصياغته الآن، مشيرا إلى انه بداية الانطاق الحقيقية لهذا التحالف سيكون عقب حسم الثغرات التى يتخللها قانون مجلس النواب الجديد والمساعى التى تخطوها الأحزاب من اجل إجراء تعديلات على هذا القانون. وانتقد سامى قانون مجلس النواب وقال انه على الرغم من التعديلات الأخيرة إلا انه مليء بالثغرات ولذلك نقوم بمراجعته ونجرى العديد من اللقاءات مع مختلف الأحزاب لصياغة رؤية حول هذا القانون والخروج بمذكرة وتقديمها لرئيس الجمهورية من اجل إعادة النظر فى هذا الشأن ، موضحا أنه ربما الأمر يحتاج لمقابلة الرئيس ثم نقرر فى ضوء هذا الموقف النهائى من خوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومن جانبه يقول أمين أسكندر عضو مجلس الشعب السابق وعضو حزب الكرامة إن الاتجاه هو توسيع التحالفات ، مشيرا إلى أن الهدف تشكيل ائتلاف وطنى يجمع بين قوى 25 يناير و30 يونيو وان السمة الغالبة على هذا التحالف سيكون احزاب اليسار وأحزاب ما يطلق عليها الاجتماعية الديمقراطية لوجود تقارب فكرى فى التوجه والمشروع. فيما أكد الدكتور ياقوت السنوسي"الأمين العام لحزب الدستور" للأهرام أن الحزب يجرى اتصالات مع بعض الأحزاب والقوى السياسية التى تؤمن بثورة 25 يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو، مؤكداً إلى أن الحزب منفتح على الجميع، وعلى استعداد للتفاوض مع أى من الأحزاب أو القوى السياسية المؤمنة بالثورة ، لافتا أنه من المهم أن لا تكون فيها رموز من التى أفسدت مصر من المنتمية لنظام مبارك أو من الذين أستخدموا الدين فى السياسة من جماعة الإخوان المسلمين . وكشف عن وجود اتصالات بين الحزب وعمرو موسى و أن الحزب من حيث المبدأ قبل المبادئ التى أعلنها موسى عن التحالف لكن مازالت التفاصيل لم يتم مناقشتها ، مشيرا الى أن حزب الدستور يفرق بين الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية فالانتخابات البرلمانية تمثل أهمية بالغة حيث أنه برلمان يصيغ مرحلة جديدة من تاريخ مصر فضلا على أن الحزب يفرق بين التحالفات فى الانتخابات الرئاسية عن التحالفات فى الانتخابات البرلمانية فكل انتخابات ولها ظروفها المختلفة عن الأخرى. وأشار إلى أن الاجتماع الذى جرى مع التيار الشعبى والكرامة كان يدور حول الثغرات التى تعترى قانون مجلس النواب والتنسيق المواقف من هذا القانون ولكن لم نتطرق لتفاصيل التحالف ولكن الاتصالات موصولة حول التحالف الانتخابى أيضاً . وأشار إلى أن الهيئة العليا للحزب قررت تفويض رئيس الحزب والأمين العام للتفاوض فيما يخص مناقشة قانون الانتخابات البرلمانية والتحالفات الانتخابية مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى . وما بين مطالبات تعديل قانونى الانتخابات و الحاجة الملحة لتكوين تحالف المعارضة ليحقق نقطة التوازن للبرلمان الجديد تبقى الساحة السياسية فى الانتظار .