باتت الدنيا حولها مثل ثقب الإبرة .. وأصبحت كل الدروب أمامها مغلقة .. واسودت الدنيا في عينيها بعد أن انطفأ أمامها بريق الحلم وسقطت كل أحلامها صرعي أمام عينيها وتحولت الآمال إلي سراب .. واكتشفت أنها لم تحصل علي زينة الحياة الدنيا من المال أو البنون .. وأنها دفعت شبابها للأوهام وأن حائط الدنيا أعتي وأفضل ممن اختارته لينقذها من الغرق في بحور العنوسة. استيقظت الزوجة الشابة علي كابوس بأنها أصبحت مثل عود أخضر في أرض جدباء وأنها مثل الأرض البور لم تنبت ولم تكن ثمارها مشتهاة .. وأنها لم تنل حظها من الدنيا ولم يتحقق جزء واحد من الحلم .. فقررت أن تثأر لسنوات عمرها التي ضاعت في انتظار الولد أو حتي حمل لقب امرأة. سنوات طوال وهي تصول وتجول بخاطرها وتتخيل فارس الأحلام الذي سيحملها علي حصانه الأبيض ويمرح بها إلي عش الزوجية الهادئ لتقاسمه الحياة بحلوها ومرها .. ومرت سنوات طفولتها وصباها والحلم يكبر ويكبر حتي أفاقها عيد ميلادها الثاني والعشرون علي الحقيقة المرة .. بأن قطار الزواج ممكن أن يفوتها وستظل حبيسة لجدران ترك والدها المتواضع وأن القدر سوف يجعلها خادمة لزوجات أشقائها خاصة أنها لم تنل من الجمال الكثير .. فقررت الزواج من أول من يطرق بابها. كأن القدر قد سمع قرارها وأحاديثها مع نفسها .. وطرق عامل نسيج باب أسرتها للزواج منها وهو يكبرها بعشرين عاما .. ورغم أنه لم تتوافر فيه صفة واحدة من فارس الأحلام وافقت عليه كي يكون ظلا لها وسترا لها وخاصة بعد علمها أنه يمتلك عقارا بمدينة قليوب. تعلقت الزينات وتبادلت العائلتان التهنئة وارتدت العررس ثوب الزفاف الأبيض .. ولم يدر بخلدها أنه سوف يكون السبب في لف حبل المشنقة حول رقبتها .. وتعلقت بذراع شريك العمر لمرافقته لشقة الزوجية وآمال كثيرة تحبو داخلها بأنها سوف تنجب منه طابورا من الأبناء قبل أن يصل به الكِبر عتيا. من اليوم الأول والثاني .. والأسبوع الأول والشهر الخامس .. والسنة الأولي والثانية والزوج غير قادر علي معاشرة زوجته، واكتشفت أنه عاجز جنسيا وأنه غير قادر علي الإنجاب ووقع الصدمة علي رأسها كالصاعقة وتوسلت إليه أن يطلقها .. إلا أنه رفض مما دفعها إلي ارتكاب جريمتها البشعة التي ترويها علي لسانها بقلب ميت وضمير خرج بلا رجعة وعيون تذرف دموع التماسيح .. وقالت: الحكاية بدأت عندما تقدم المجني عليه حسن 95 سنة عامل نسيج للزواج مني منذ حوالي عامين ورغم أنه يكبرني ب 02 سنة إلا أنني وافقت عليه خوفا من العنوسة إلي جانب أنني من أسرة فقيرة.. وتروي »المتهمة« قصتها وتقول بعد زواجنا اكتشفت المفاجأة الكبري وهي أن زوجي عاجز جنسيا وغير قادر علي الانجاب وبعد أن طلبت منه الطلاق عرض علي أن يعوضني عن هذا النقص بكتابة منزل الزوجية المكون من ثلاثة طوابق بإسمي لكي يؤمن مستقبلي ووافقت علي ذلك وحاولت العيش معه رغم ظروفه إلا أن الأمر تطور به بعد ذلك إلي مداومة التعدي علي بالضرب وإهانتي بصفة يومية أمام جيراني لاحساسه الدائم بالنقص وشكه في سلوكي وطلبت منه الطلاق أكثر من مرة إلا أنه كان يرفض دائما ويقوم بإهانتي عمدا فبدأت التفكير في التخلص منه وخيل لي الشيطان أني عندما أتخلص منه يصبح من السهل الزواج من شاب يعوضني الحرمان داخل منزل الزوجية الذي أصبح ملكي وبعد فترة من التفكير قررت أن أضع له السم في الطعام وبالفعل.. قمت بشراء كمية من المبيد الحشري.. ووضعت البعض منه بطعام الفول وقدمته اليه وتناوله فأصابته حالة من الاعياء.. فطلب مني كوب ماء بسكر لأنه يشعر بهبوط حاد فأعددت له كوب الماء وخلطت به بعضا من المبيد الحشري وتناوله فزادت حدة حالة الاعياء والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام.. قمت خلال تلك الفترة بغلق حجرة النوم عليه ومتابعة حالته يوميا حتي فاضت روحه.. وبعد ذلك فكرت في التخلص من جثته خاصة بعد أن فاحت رائحتها وخشية من افتضاح أمري.. فإتصلت بشخص تربطنا به علاقة جيرة يدعي »وليد« لمساعدتي في نقل الجثة وإخفائها حتي قام بإبلاغ الشرطة. ويقول «وليد» 33 سنة سائق في أقواله: إنه تربطه بالمجني عليها علاقة معرفة منذ فترة طويلة عن طريق الجيرة. وفي يوم فوجئت بها تتصل بي تليفونيا علي غير العادة وتخبرني بأنها تريد مقابلتي لأمر مهم. هرولت اليها خشية اصابتها بمكروه وأخبرتني أنها قامت بقتل زوجها وترغب في مساعدتي في نقل جثته وإخفائها، وأغرتني في سبيل ذلك بالزواج منها بمنزل الزوجية دون أي تكاليف.. فقمت بمسايرتها وأبلغت الشرطة حتي لا تفلت من العقوبة لارتكاب جريمتها. وانتقل المقدم أحمد فاروق رئيس مباحث قسم قليوب وتمكن من ضبطها والتحفظ علي الجثة تم اخطار اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية، فكلف العميدين أسامة عايش، رئيس مباحث المديرية وياسر توفيق وكيل المباحث بالتحقيق مع المتهمة حيث انهارت واعترفت بقتلها زوجها وأنه دفعها لارتكاب جريمتها حينما رفض اطلاق سراحها لتتزوج من آخر وتنجب الولد الذي تشتاق لرؤيته وسماع كلمة ماما منه وقالت ان قلبها كان ينفطر عندما يقع بصرها علي أي طفل وإنها كانت تسهر الليل الطويل وتذرف الدموع علي وسادتها بسبب اشتياقها للانجاب وأكدت أن ضعف زوجها الجنسي لم يشغل بالها فقد كان الأهم لها ان تحمل لقب «أم» لتستدفئ بأنفاس رضيعها في ليالى الشتاء القارسة.